المدرسون الخصوصيون بدؤوا نشاطهم مبكراً ويتهمون المناهج بالتخمة والحشو

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

غطت إعلانات الدروس الخصوصية، لجميع المراحل الدراسية، المساحات الموجودة على أعمدة الكهرباء والإشارات المرورية ومختلف المساحات الجدارية البارزة في الشوارع والأحياء، وتنوعت الإعلانات ما بين مدرسين خصوصيين ومدارس خاصة، وحتى الأسعار والتخفيضات.
ومن أجل تقديم الصورة الحقيقية لمدلولات هذه الإعلانات ونتائجها وتأثيراتها السلبية في الغالب، حاورت "الوطن" عدداً من المدرسين في المدارس الخاصة المعلنين عن استعدادهم للدروس الخصوصية، فتحدث صلاح عبدالحميد يحمل ماجستير لغة عربية ويحضر لنيل شهادة الدكتوراه ويدرس في إحدى المدارس الأهلية لـ"الوطن" قائلاً "قبل كل شيء أحب أن أنوه إلى أن الدروس تبدأ قبل بداية العام الدراسي، وليس مع بدايته، وأنا شخصياً أدرس لجميع المراحل التعليمية بما فيها المرحلة الجامعية في تخصصين هما: اللغة العربية والمواد الدينية، ولاشك أن المناهج التعليمية السعودية في هذين التخصصين متخمة بمواد لا تتماشى وإيقاع العصر الحديث، فنحن نلقن الطلاب أهم ما يستفيدون منه في حياتهم العملية والاجتماعية، ونطالبهم بالتركيز عليها ونشجعهم على تطوير معارفهم بأن ينهلوا من مصادر أخرى نعمل على تزويدهم بها لتحسين لغتهم والتدبر في تعاليم دينهم، فعلى سبيل المثال، تزخر المناهج السعودية بتفاصيل عن كثير من أحكام الصلاة والزكاة والحج وغيرها لم يطرأ عليها أي تطوير لمواكبة احتياجات المجتمع، لذلك يأتي هنا دور المدرس المثقف الذي يسعى لمساعدة الطالب على أن يكون إنسانا مثقفا في لغته ودينه".
وقال نور الدين يوسف المدرس بمدرسة أهلية في جدة، يحمل شهادة جامعية في اللغة العربية، "نعمل لمستقبل أفضل لهؤلاء الطلاب، فضعف الطالب الراسخ في أي مادة دراسية يدل دلالة واضحة على سوء تدريسها، من هنا يأتي دورنا في إزالة الترسبات الموجودة تماماً، وبناء توجهات متطورة لمواجهة تحديات تلك المواد بمناهج مبسطة وسهلة الاستيعاب والاسترجاع، فنقوم بمتابعة مستمرة من خلال امتحانات شفوية على شكل أسئلة ترفيهية، ما يعني التخلي عن كثير من الحشو الموجود، والمهم أن يحصل المدرس على ثقة طالبه ويقتنع بطريقة عرضه ومنهجية أسلوبه.
إبراهيم رجب رمضان، ليسانس الدراسات الإسلامية والعربية من جامعة الأزهر استغل الجزء الأول من مسمى وزارة التربية والتعليم، فعلق إعلانا يخصه على إحدى الإشارات المرورية، بحي الروضة في جدة، تضمن تخصصه في التربية بتأسيس الأطفال في القراءة والكتابة والحساب والقرآن الكريم والسيرة النبوية "من سن 4سنوات"، مرحلة الحضانة، بالإضافة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم التجويد والتفسير والسيرة النبوية، وتخصصه في تدريس مادة اللغة العربية والنصوص الأدبية والقواعد اللغوية، وأيضاً تخصصه في تدريس مادتي الفقه والتوحيد للمرحلتين الابتدائية والمتوسطة، ودعم ذلك بالخبرة في المناهج السعودية.
وأفاد السيد إبراهيم رمضان المدرس في إحدى المدارس الخاصة، أنه يمتهن هذا التوجه منذ 6 سنوات لأطفال الحي، ويبدأ بالعمل من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى العاشرة مساء، ويعتمد على مناهج وكتب تعليمية خاصة بوسيلة واحدة هي التلقين والكتابة، رافضاً ذكر تلك الكتب والمناهج. وقال إنه يحضر لمنزل الطفل بموعد شبه يومي لمدة تتراوح من ساعة إلى ساعتين مقابل مبلغ شهري يصل إلى 250 ريالاً تزداد بعد الشهر الأول إذا رغب ولي أمر الطفل في تعليمه اللغة الإنجليزية والحاسب الآلي.
مدير عام إدارة التربية والتعليم في منطقة مكة المكرمة عبدالله الهويمل قال في تعليقه على الموضوع "إن مديرية التربية والتعليم تتابع باستمرار موضوع هذه الإعلانات وما يقوم به مدرسو الدروس الخصوصية من تصرفات بالتنسيق مع الإمارة والمحافظة والشرطة والأمانة، وأسفرت متابعاتنا عن إلغاء عقود من ثبت تورطهم في الدروس الخصوصية، وأؤكد عبر "الوطن" أن من الضروري على ولاة أمر الطلاب والطالبات عدم الانسياق وراء تلك الإعلانات ومروجيها، لما في ذلك من تشجيع وإنماء لهذه الظاهرة التي تسعى الوزارة إلى محاربتها بكل صورها، وإيجاد البديل المناسب بإشراف ومتابعة الوزارة"، مضيفاً "لقد تم إنشاء مراكز تقوية في عدد من المدارس لتدريس ضعاف المستوى في بعض المواد ورفع مستوى استيعابهم للمواد التعليمية التي أقرتها الوزارة، إضافة إلى توفير ميزة التدريس في المنازل لمن يرغب من ولاة أمر الطلاب لتفويت الفرصة على مثل هؤلاء".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.