كيف نتعامل مع الإبن العنيد في سن المراهقة

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

كيف نتعامل مع الإبن العنيد في سن المراهقة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. وبعد :

سألتـني إحدى الأخوات الفاضلات السؤال التالي : ( ابني عمره ستة عشر عاماً .. كيف اتعامل معه ؟ .. عنيد – كسول – ضعيف في أدا الصلاة )

ونظراً لأهمية هذا السؤال وتعميماً للفائدة .. فأني أستأذن الأخت الكريمة صاحبة السؤال في عرض الإجابة هنا مرة أخرى .. أسأل الله تعالى أن ينفعنا بها جميعاً .

حيث كانت إجابتي لسؤالها مايلي :

في البداية أدعو الله جلت قدرته أن يعينك على حمل أمانتك فهي ليست والله بالأمانة الهينة ، ولكن ديننا الحنيف علّمنا أن الأجر يكون على قدر المشقة ، ومن كانت أجرها جنة تحت قدميها فلا بد إذن أن قدر المشقة لن يكون هينًا ولا سهلاً .

أردت أن أستهلّ هذه الاستشارة بهذه الكلمات لأهوِّن عليك إحساسك "بالفشل" تجاه التعامل مع ابنك ذي الستة عشر عاماً .

الحياة أيها الأم الحائرة .. تحتاج إلى مهارات عديدة لابد أن يكتسبها الأبناء ، ومنها على سبيل المثال : الاتصال الاجتماعي .. فلقاء الأصدقاء الأخيار الطيبين وقضاء بعض الوقت معهم ينمي مهارة التعامل الاجتماعي والقدرة على فهم الآخرين والتعايش مع العالم الخارجي .

وحب الأولاد للدراسة والعلم إن لم يكن نابعًا من الداخل فلا طائل وراء الإرشادات والنصائح ، وكل ما أرجوه منك هو كثرة القراءة والإطلاع على الكتب التربوية القيمة التي تساعدنا في التعرف على الطرق السليمة للتعامل مع الأبناء خلال مراحل حياتهم المختلفة .

إن الخلل فينا نحن الأمهات والآباء ، نحن – وأقولها بكل صراحة – لا نبذل الجهد الكافي لتوجيه طاقة أولادنا أو لإرشاد الصغار والمراهقين إلى كيفية استغلال الطاقات والأوقات ، نحن نبذل مجهودًا مضاعفًا في النصح والإرشاد الجاف: اقرأ كتابًا مفيدًا ، لا تشاهد جهاز الحاسب الآلي ، احفظ دروسك ، استذكر دروسك ، حُل واجباتك .

يا أُخيتي : هذا مجهود مضاعف في غير مكانه ، هذه التوجيهات إن لم تكن مصحوبة بمشاركة فعلية للأم أو الأب لهذه الهوايات في أول الأمر ، و"استغراق في الاستمتاع المشترك بين الوالدين والأبناء " في هذه الأشياء البسيطة فلا طائل وراءها .. فبدلاً من "اقرأ كتابًا مفيدًا"، تعالَ لأقرأ معك هذه القصة ، فأنا عندما كنت في سنك قرأتها وأعجبتني .. فلنقرأها سويًّا.

أنت تحتاجين إلى معرفة أولادك بصورة أعمق .. كل إنسان على وجه الأرض له ميوله ، والأشياء التي يفضلها ويحبها إن لم تكتشفيها أنتِ، فمن يكتشفها إذن؟!!. هذا قد تكتشفين فيه هواية رياضية ، وذلك حب للرسم ، وقد تكتشفين لدى الآخر القدرة على الكتابة والتأليف ، وقد تجدين بعد فترة أن من بين أبنائك من له ميول علمية كاستخدام الكمبيوتر والإنترنت ..

لن يتم ذلك إلا إذا استمتعتي بصحبة أولادك في جو من الود لا الإرشاد والوعظ الجاف ، جو من الألفة لا الأداء والإرشادات.

لما لا تجعلين أولادك يشاركونك في شراء بعض الأشياء التي يحتاجها الأولاد وبرفقة والدهم .. لماذا لاتتكلمين معهم عن عزّة الإسلام " على مر الأزمان " لماذا لا تتجولون بالسيارة قليلاً في الأحياء الفقيرة المنتشرة في مدينة الرياض ، وأثناء السير تتكلمان عن كيفية مساعدة الفقراء وتقومان بالتخطيط المشترك لذلك ، هذا ستجدينه يقترح من تلقاء نفسه أن يأتي بملابسه القديمة ، وهذا سيقترح بأن يثير فكرة مساعدة الفقراء وسط أصحابه.

وهكذا سيتحول الأبناء إلى جنود مجندين "لمعالي الأمور" لمساعدة الناس والمشي في حاجاتهم .. الأمور ليست صعبة ، الكلمتان السحريتان في هذا الموضوع هما "القدوة والمشاركة"، كوني لهم في هذه الأمور قدوة صامتة ، نشاطك، وهمتك، ذهابك وإيابك سيؤثر فيهم ، سيدفعهم ويشجعهم ويحفّزهم ، ومشاركتك لهم هي العجلة الدافعة.. المجهود الذي ستبذلينه في أول الأمر هو أشق ما في الموضوع ، والشيء الأكثر أهمية هو أن تبثي في ولدك الرغبة و القدرة علي العمل الجاد و المثابرة والارتباط بأي مهمة إلى أن يتم إكمالها لأنه لو أكتسب هذا المفهوم الأخلاقي للعمل فسينفعه في حياته المدرسية و المستقبلية ، و مشاركة الوالدين لابنهما له التأثير الأكبر في نجاحه بالمدرسة ، فعليك إن كنت ترغبين في تحسن مستواه الدراسي أن تمنحيه ووالده وقتا كافيا كل يوم للعناية بواجباته.

لا تجعلي محور علاقتك بابنك هو الدراسة ، وكوني له صديقة ، وأُمًّا على كل المستويات ، ولتكن الدراسة أحد محاور حياته وليس كلها ، وعندها ستهدئين وتستريحين .

وأخيراً :

1- اطلبي من والده أن يذهب لمدرسته ، ويقابل معلميه ليسأل عن مستواه الدراسي وسلوكه داخل المدرسة ، ومن خلال هذه المقابلة سيكتشف الوالد واحداً أو أكثر من المعلمين الذين يطمئن إلى صلاحهم وتقواهم ، وليطلب منه مصاحبة ابنه ومتابعته وليلصقه به ليتولى متابعته والسؤال عنه وتوجيهه والآخذ بيده نحو الصلاح والتفوق الدراسي ، وهذه الطريقة مجربة وناجحة بإذن الله تعالى .
2- إلجئي بعد الله تعالى إلى المرشد الطلابي في مدرسة ابنك ، فهو إن كان من الصالحين فسيكون خير موجه له بحكم تعلق الطلاب عادةً به وثقتهم الكبير فيه ، ولذلك فإن توثيق العلاقة بين الوالد والمرشد الطلابي لها أثر كبير على تفوق الطلاب وصلاحهم ، لأنهم يبوحون له بأدق أسرارهم ويستشيرونه في مشاكلهم ويطمئنون إلى نصحه وتوجيهاته .
3- احرصي بالتعاون مع والده على دفعه لمصاحبة أهل الصلاح من الأولاد الذين يماثلونه في السن ليكونوا عوناً له بعد الله سبحانه وتعالى في المحافظة على الصلاة والاستقامة على دين الله وتجنب المعاصي والفتن التي تحيط به من كل جانب .

والله تعالى ولي التوفيق ..

المصدر:
https://www.sqar.com/vb/showthread.php?threadid=509

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.