سلطنة دار فور في السودان

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

الزملاء والزميلات الأفاضل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل الأحداث السياسية المتسارعة في السودان الشقيق والمؤامرات التي تتوالى على هذا البلد العزيز ،وأحدثها –كما تعلمون- أحداث دارفور، دفعتني لأحدثكم زملائي الكرام عن تاريخ دار فور .
سلطنة دارفور:
قامت هذه السلطنة في غرب السودان على الحدود مع تشاد في منتصف القرن التاسع الهجري(الخامس عشر الميلادي) بدءًا بالسلطان سليمان سولون(العربي بلغة الفور) الذي تولى من عام 844-881هـ(1441-1476م).
وبسبب انتشار العنصر العربي في وادي النيل (مصر والسوادن) على شكل هجرات عربية من الجزيرة العربية منذ فترات مبكرة، ساهم كل ذلك في انتشار الإسلام ، وصبغت السلطنة بصبغة إسلامية، وعمد هذا السلطان إلى استقدام الفقهاء من الشرق لتعليم الناس أصول دينهم، وبدأ العرب يلعبون في تاريخ البلاد دوراً بارزاً، ومن هذه القبائل الهبانية والرزيقات والمسيرة والتعايشية وبنو هلية والمعالية في الجنوب والحمر في الشرق والزيادية في الشمال، والماهرية والمحاميد وبنو حسين في الغرب.
وبدأت السلطنة منذ القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي) في التوسع وسيطرت على كردفان، خاصة في عهد السلطان تيراب،وبدأ يحتك بالقوى الإسلامية.
وبلغت السلطنة أوج قوتها في عهد السلطان عبدالرحمن الرشيد الذي تولى من عام1192-1214هـ(1778-1799م)، فقد انتقل هذا السلطان إلى عاصمته الفاشر"وهي عاصمة الإقليم الحالية" واتصل بالسلطان العثماني واعترف بسيادته ، ومنح لقب رشيد.
واتصلت السلطنة بمصر اتصالاً وثيقاً في الناحية التجارية والثقافية، وشجعوا طلاب دار فور على الرحيل إلى مصر لطلب العلم حيث أنشئ لهم رواق في الأزهر خاص يسمى رواق دار فور، واتصلوا بالأمصار الإسلامية الأخرى.
ومن أبرز علامات حرصهم على الروح الإسلامية اشتراكهم في إرسال صرة الحرمين، فكان موكب المحمل يأتي إلى مصر ومعه الريش والسن والصمغ وغيره من خيرات البلاد، ثم تباع هذه السلع وترسل أثمانها في صرة إلى الحجاز مع ركب الحجاج المصريين.
وكان حكام هذه السلطنة يلتزمون أحكام الكتاب والسنة، كما عمل هؤلاء السلاطين على تشجيع العلماء وتقديم الهدايا لهم حرصاً على نشر العلم في بلادهم. ومن العلماء الذين اجتذبهم كرم السلطان عبدالرحمن الرشيد ، الشيخ التمر، والفلاني، والشيخ حسين عماري الأزهري، ومن مكة الشريف مساعد.
وللحديث بقية.

_________________________________
أقربكم مني مجلسايوم القيامة أحاسنكم أخلاقا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.