اللقاء التربوي00 هموم وشجون!

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

اللقاء التربوي00 هموم وشجون!
بقلم : عبدالله سليمان السحيمي **
يأتي اللقاء التاسع لمديري التعليم بمناطق المملكة في المدينة المنورة برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير /مقرن بن عبدالعزيز آل سعود وبحضور معالي وزير المعارف الأستاذ الدكتور/ محمد الأحمد الرشيد وذلك تحت عنوان ( التربية الأخلاقية وتحديات العصر )0
ولاشك أن هذا اللقاء يتزامن مع ضروريات أولية يطرحها الواقع التعليمي الذي يحتاج منا جميعا إلىأن نناقش همومه ومشكلاته بعيدا عن النظريات والآمال والطموحات والذاتية والنرجسية لأن المصداقية والمكاشفة هي أفضل السبل في كشف الواقع الذي يحتاج إلى تشخيص صادق بعيدا عن المجاملة بعيدا التغاضي بعيدا عن المثالية 00 أين نحن من كل هذه المشكلات ؟ وأين نحن من عوامل الضبط والردع والحقوق ؟ أين هي العقويات التي نحتاجها في ضبط طلاب المدرسة ؟ وأين هي المكانة التي نريدها للمعلم ؟
دعوني أتحدث بكل صدق وأمانة00 دعوني أنثر من تلك الهموم التربوية في الميدان ولكم حرية الرفض وحرية القبول وحرية النقاش وحرية العزوف عن القراءة00 لأنني أريد أن أتحدث عن بعض أمورنا التعليمية:
أولا: شخصية المدرسة العامة 00إن دخول أي مدرسة في التعليم العام أسهل بكثير من دخول سوق تجاري لأن الأبواب مفتوحة على ذراعيها وما فيها من مراسلين كتابيين مشغولين في إعداد القهوة والشاي أوفي تسديد فواتير مدير المدرسة أو أي عمل آخر بعكس أي دائرة حكومية أخرى حيث تتعرض وأنت زئر للمسألة وإبراز الإثبات والتأكد من شخصيتك مهما تكون ! إلا أن المدارس لايوجد فيها مثل ذلك الأمر بل هناك سهولة شديدة في الدخول والخروج ولعل للمسؤولين في الوزارة مبررات حول ذلك فيما سبق كونها مدرسة هدفها في الأساس التربية والتعليم ، ولكننا في وقتنا الحالي أصبح أكثر مايتعرض له هو أهل التربية والتعليم من قدرة على الدخول إلى مكتب المدير ليتم قذفه بزجاجة أو رميه بسلاح اوتوجيه كلمات نابية لاتليق ،أو يتعرض المعلم إلا مثل ذلك وكذلك الطالب !
إنني أطالب من رؤوية شخصية أن تكون هنالك حراسات أمنية على بوابة كل مدرسة خاصة المدارس الكبيرة وأن تسلم إلى شركات أمنية تقوم ذلك أويتم تحوير وظيفة الحراس إلى مثل ذلك فحينها نحافظ على شخصية المدرسة ونستطيع أن نحد من كل تلك المشكلات التي تحدث بين الفينة والأخرى وهي إما تعرض للضرب أو الرمي أو السرقة 00
ثانيا: النظام الداخلي في المدرسة00 إن المتأمل للتنظيمات الداخلية التي يتم العمل بها تجد لغة ( الممنوع )كثيرة وعديدة لنها تقوم بتدليل الطالب وتقديره وتجليله 00فممنوع أن توقفه وممنوع أن تضربه وممنوع أن تطرده وممنوع أن تغلق الباب في واجه!00 وهذه الممنوعات أنا معها شكلا وأرفضها مضمونا لأن الطالب هذا اليوم هو طالب واعي طالب متابع للمحيط من حوله من خلال أجهزة التلفاز والفضائيات والصحف والمجلات 0
لأننا نؤمن يقينا أن من أمن العقوبة أساء الأدب ،وهذا هو الواقع حيث أصبحت اليد تطول على المعلم فهذا طالب يهدد معلم وآخر يزدري به وغيره يتم الإعتداء عليه والشواهد كثيرة والأحداث في هذا الجانب لاتخفى على أحد كان آخرها الإعتداء الشهير على المعلمين في محافظة خيبر بصورة يتألم منها المرء حينما يطلع على مثل هذه الأحداث التي تدل دلالة واضحة على ضعف الضبط داخل المدرسة ، لأن المدارس كثيرة والطلاب يختلفون من بيئة إلى بيئة 00 فهل من إعادة إلى النظام الداخلي في المدرسة والذي يتعلق بضبط الطلاب وتأديبهم بالصورة التي لاتدفع إلى التعدي على الشخصية الإنسانية بل إلى ضبط يكفل سير العمل التعليمي بصورة صادقة؟
ثالثا: شخصية المعلم في الصحافة00 المتأمل وبقراءة فاحصة لما يتم تدوينه من أخبار مختلفة عن المعلم أو مقالات أو أحداث يتعرض لها كأي شخص نجد أن اللغة الإعلامية المذكورةتجاه المعلم هي لغة تفقد الوقار والإحترام وتدعو إلى إبرازها في الرأي العام على أنه معلم فقط ، مما تترك هذه الأخبار أثرها على وضع المعلم النفسي وتقلل من قيمته في المجتمع وتقلل من هيبته أمام طلابه لأن المعلمين من أكثر شرائح المجتمع !
لهذا نطالب بمركزية نشر الأخبار من خلال العلاقات العامة أو مشرفي الإعلام التربوي ضمانا للهيبة واحتراما للشخصية وتأكدا من مايكتب ومن مصدره0
ولعل من الأشياء التي نشرت أنه تم نشر خبر عن ضبط معلم يسرق من محل تجاري 00 والسؤال الحقيقي هل المقصود السرقة أم المعلم ؟
إن مثل هذه الخبر تدل على هذا الهجوم الشرس تجاه المعلم وشخصيته!!
رابعا: التقييم والتقويم في مدارسنا: إنني من أشد المنتمين لهذه الرؤية لأن المدرسة مدير!00 والذي يعطي نفسه مساحة من التأمل في الواقع المدرسي يجد أن هنالك مدارس تتميز في أعمالها ولها حضورها في المشاركات وكذلك انضباط معلميها وأثر ذلك على مستوى طلابها ! وهي بعكس بعض المدارس حيث تجد أن بعضها لاتزال تعيش بخمول وكسل وربما تهاون في أداء العمل والتكاسل تجاه واجبهم التعليمي وكل ذلك لايتعلق أبدا بمستوى التجربة والخبرة بل تجد أن مدير مدرسة له خدمة طويلة لايستطيع أن يتولى ويضبط أبسط الأمور التربوية ،وفي المقابل تجد مدير مدرسة حديث عهد يقوم بدور حيوي وفعال في المدرسة 0
الشيء الذي نريده هو أن تكون هناك لجان تعتمد متابعة العمل المدرسي وتبتعد عن الجانب العاطفي والعلاقات الشخصية دون النظر بمن يكون هذا لأن العمل التعليمي هو تنمية فكر وثروة بشرية لايمكن التهاون أو التخاذل فيها مهما كانت الأحوال0
كما أن التقييم والتقويم يمتد بضرورة مهمة إلى العمل الإشرافي الذي يمثل ركيزة أساسية من أساسيات التوجه التربوي السليم ،والذي لاأحد يجادل فيه أن هنالك نماذج تربوية تعمل في الإشراف التربوي تتميز بالقدرة على الإبداع والمتابعة والاستفادة والاستزادة من خلال المعطيات التربوية ، إلا أن هنالك من البعض تظن على أن العمل الإشرافي هو راحة من خلال ترك دفتر التحضير ومتابعة المدير ومشكلات الطلاب والنظر على أنه مجال راحة ،مما يدفع مثل هؤلاء إلى الابتعاد عن العمل الأساسي في الإشراف التربوي0
00إن كل مامضى هي مشاعر صادقة ليس الهدف منها التخصيص أو التحديد أوالطعن أو التذمر 00 أبدا إنما الهدف منها هو المكاشفة والمصارحة لواقع نعيشه ونريد أن يكون دائما يعيش الأفضلية والتطورالمستمر لأنه يخدم أسمى وأعز مايملكه الإنسان 0

والله المستعان،،،،،
مدير متوسطة محمد بن الهيثم بالحناكية

_________________________________
التعليم أساس التنمية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.