أين يقع ميناء الجار الإسلامي..؟

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

الأحوة والأخوات الزملاء والزميلات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسرني أن أقدم لكم الجزء الأول من الدراسة التاريخية الجغرافية عن :
ميناء الجار الإسلامي:
الجار ما قرُبَ من المنازل من الساحل. وبتخفيف الراء هو الذي تجيره أن يُضام. ويحدد عرام السلمي (المتوفى في القرن الثالث الهجري) موقع الجار بأنها على شاطئ البحر "البحر الأحمر" ومرفأ السفن القادمة من الحبشة ومصر والبحرين والصين.
ويصفها بأنها قرية كبيرة آهلة، وبها قصور كثيرة، مضيفاً إليها جزيرة في البحر مقابلة لها في الساحل وهي مرفأ الحبشة خاصه هي جزيرة "قراف".
ولايختلف عنه اليعقوبي (ت284 أو 293هـ) الذي يصفها بأنها ساحل المدينة وتستقبل مراكب التجار والمراكب التي تحمل الطعام من مصر. أما الإصطخري (ت341هـ) فيصفها بأنها فرضة المدينة وعلى ثلاث مراحل من المدينة. ويضيف الإدريسي (ت560)، أن المراكب إليها قاصدة ومقلعة وليس بها كبير تجارات.
ويحددها ياقوت (ت626) بأنها تقع على ساحل بحر القلزم وأن بينها وبين المدينة يوم وليلة، وبينها وبين أيلة نحو من عشر مراحل، وتبعد عن الجحفة بنحو ثلاث مراحل، وهي فرضة للسفن القادمة من الحبشة ومصر وعدن والصين، ويذكر أن شرب أهلها من البحيرة. وقد أصبح البحر الذي تطل عليه الجار يسمى بحر الجار من القلزم إلى جُدة.
ويضيف الحميري (ت911) بأنها لها أسواق ومسجد جامع، ولها أحساء خارج المدينة، ولها مواجل لماء المطر، ومنها يصعد من أراد المدينة، ويقدر المسافة بين الجار وبــدر بنحــو عشرين ميلا.
ويرى عاتق البلادي أن التقديرات للمؤرخين السابقين فيها شيء من الوهم والمبالغة، ومنها القول بأن بين الجار والمدينة يوم وليلة والصواب في رأيه بينها وبين المدينة 200كم وعلى حساب القوافل القديمة خمس مراحل، من المدينة إلى الفريش أو السيالة متقاربتين ثم الروحاء أو المنصرف لقربهما من بعض ثم الحمراء، ثم بدر، ثم البريكة "الجار".
ويصحح القول بأن بين الجار وأيلة "العقبة" عشر مراحل. والعشر مراحل لاتزيد عن 450كم بينما المسافة بين الجار والعقبة تزيد عن (1000كم)، مشيراً إلى أن المسافة بين مكة والمدينة 460كم أي (11) مرحلة فقط.
وتقع البريكة التي هي ميناء الجار القديم على درجة 30َ/38ْ طول شرقاً، و40َ/23ْ عرضاً شمالاً. وسبب إطلاق اسم البريكة على الجار لعله يعود إلى وجود البحيرة التي يفيض منها ماء وادي يليل، بالجار، فبعد اندثار الجار استمر ارتياد البدو رعاة الأنعام لهذه البحيرة، وأخذوا يطلقون عليها "البريكة" تصغير البركة.
وأما جزيرة قراف فمازالت ماثلة أمام الميناء (خليج البريكة) وتحمل عند العامة اسم "السلِّجـيَّة" بكسر السين المهملة واللام مع تشديدها وبالجيم المكسورة المشددة بعد اللام فياء مفتوحة مشددة فتاء مربوطة.
انتهى الجزء الأول.

_________________________________
أقربكم مني مجلسايوم القيامة أحاسنكم أخلاقا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.