الحوسة الدراسية

“1” style=”color:#7A8DBC; background-color:#7A8DBC” />

vv:
كتبت بدرية البشر في جريدة الرياض الاحد 05 ربيع الثاني 1445العدد 12413 الموافق
6/16/2019 ما يلي :
انتهت السنة الدراسية والتي نقترف خطأً كبيراً بتسميتها سنة دراسية، فهي أقرب للحوسة الدراسية، فحين دخلت في حساب عدد أيامها وعطلها أصابني ما يشبه الدوار، حتى أنقذني "بنك المعلومات الصحفية" زميلنا فهد عامر الأحمدي بالإحصائية الأخيرة لعدد أيام السنة الدراسية التي تقطعت أجزاؤها وأحشاؤها بعطل وإجازات ويك إند، هذا غير الخصومات التي يقوم بها الأهل شخصياً لوصل الأيام الأولى أو الأخيرة من أيام الدراسة بالإجازة لتطول الإجازة وكأن السنة ناقصة، والأدهى أن هؤلاء (المتخلفين) عن الدراسة طبعاً، سيعطلون من سيحضر باكراً، الذي سيصف يديه منتظراً (المتخلفين) ليكتمل العدد، مما يعني أن حضور الطالب مثل غيابه طالما العدد غير مكتمل. واليوم وبحسبة زميلنا فهد الأحمدي، ظهر أن عدد أيام الدراسة (مائة وثلاثة وخمسون) يوماً من (مجموع ثلاثمائة وخمسة وستون)، مما يعني أن مدارسنا ومعلمينا وطلابنا، متعطلون، وعاطلون لمدة مائتين واثنين وعشرين يوماً، وهكذا سنكتشف بحسب الإحصائيات التي تخبئها الأدراج، ولا تحرك عند أحد ساكناً، أن بلادنا فازت بأعلى نسبة مواليد وتكاثر في العالم، وفازت بأقل أيام دراسية في العالم، وأن خسارتنا الفادحة أمام الألمان في الكورة ليست الخسارة الوحيدة فنحن نخسر في سباق "أقل أيام دراسية" في العالم الدراسي أمام الصين الأعلى أيام سنة دراسية ثم اليابان ثم كوريا الجنوبية ثم اسرائيل ونظن أن آخر هزيمة لنا أمام هذه الأخيرة هي هزيمة حزيران سبعة وستين، فقد نشأ لدينا على ما يبدو من قلة أيامنا الدراسية ضعف بالغ في التاريخ والرياضيات واللغات التي لا يزال الجدل قائماً حول (ندرسها، لا، ما ندرسها)، مما يعني أن العالم كله صديقاً وعدواً يعرف كيف يجعل مدارسه تقوم بواجبها التربوي والتعليمي طوال سنة دراسية، معتدلة يقوم فيها التربويون بواجبهم ويراجعون خططهم الدراسية باعتدال دون (كفخ، ونفخ، وسلق) وشكوى من قلة الوقت وطول المنهج ومع هذا هم الأقل في نسبة المواليد.
واليوم انطلقت فعاليات مهرجاناتنا الصيفية منذ أول يوم إجازة داخل بيوتنا حيث سيتفاوت الحماس فيها بناء على مساحة كل منزل وعدد الأطفال والمراهقين فيه، ومعرفة كم متراً مربعاً يحظى به كل طفل في البيت، إذا خصمنا منها مساحة المجلس والمقلط والمقفلين طوال العام، مما سيجعل الأهل يفاجأون بالعثور على أولادهم، فوق الخزانات، وفي الدواليب، وفوق أرفف المطبخ، وهم يزفرون منذ الساعات الأولى من الإجازة بجملة شائعة في أوساط الطلبة العاطلين: "طفشانين طفشانين" مما أسفر عن قلب نظام البيت والشوارع، وإعلان حالة الطوارئ، والعمل بنظام المناوبات التي يتسلمها الطافشون في الليل ويستلمها الكادحون من الأهل في النهار، ويتخلص الأهل من هذه الانقلابات الصيفية عادة بالموازنة بين خسائرهم في فواتير الكهرباء والماء والغاز والإنترنيت وبين سياحة خارجية قد يتم ترشيدها لسياحة داخلية إذا زاد عدد الأولاد، رغم أن هؤلاء الطافشين لن يعجبهم ما يقدم فدائماً رغباتهم تفوق الفاتورة، فمن لا يسافر سيشتكي بأنه لا يسافر، والذي يسافر يشتكي بأنه لا يريد السفر لهذه البلاد ويريد تلك، وصرت أعرف أناساً بدأوا يكسرون الجدران ويحفرون الأرض لبناء مسبح حتى يسبح فيه الأولاد وأناساً يقطعون الثيل ليصمموا ملعب سلة للأولاد وأناساً يبنون خيمة في الحوش لتجمع الأولاد ولم يبق متر في البيوت إلا وتحول لمشروع ترفيهي لاحتواء الأولاد.! معاهم عذر طالما أنهم يبقون في البيوت مائتين واثنين وعشرين يوماً!!!

الرجاء الرد على الرابط التالي
اضغط هنا للرد

_________________________________
[size=4] سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم [/size]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.