“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />
ما فائدة خريجي الخدمة الاجتماعية
صالح إبراهيم الطريقي
في ما مضى حين كان مسمى الوزارة «وزارة المعارف»، كانت لديها مقاييسها في اختيار المرشد الطلابي، وكانت المقاييس سهلة وبسيطة جدا، إذ تعتمد على المعلم الأقدم في المهنة «الخبرة»، ليلعب دور «المرشد الطلابي»، هذه المقاييس أخذتها الأندية الرياضية لفترة وأصبح قائد الفريق هو الأقدم بغض النظر عن قدراته الشخصية.
في ذاك الوقت كان المعلم الأقدم إذا أنهكه التدريس وصراخ الطلاب يجد الراحة والهدوء بمكتب «مرشد الطلاب»، وكل مرة تحول له مشكلة يتبع فلسفة الجدات «الله يهديك يا ابني».
مع أن المرشد الطلابي مهمته الربط بين المدرسة والبيت، وكشف ما هي الأسباب التي دفعت الطالب / المراهق إلى سلوك ما، ليساعد أسرة المراهق على تعديل ذاك السلوك.
في الثمانينيات الميلادية أضيف مقياس جديد وسهل لهذه المهنة وهو صفة الصلاح والتقوى القائمة على الشكل الظاهري، فتورط المجتمع ـ بسبب البعض ـ في صراع بين فئتين، فئة تريد أن تعيش وأخرى تريد أن تموت ولو بحزام ناسف.
في هذا القرن غيرت الأندية الرياضية مقاييس «قائد الفريق» وأصبحت تضع من يحمل سمات القائد «كبتن» ولم يعد إداري الفريق الجديد في بداية الموسم يسأل اللاعبين: «من أقدم واحد بالفريق؟»
كذلك غيرت الوزارة اللوحة المعلقة على بوابتها إلى «وزارة التربية والتعليم»، لكنها لم تغير مقاييسها للمرشد الطلابي، وما زال «المرشد الطلابي» يعتمد على «الدعاء» أو التهديد وكتابة التعهدات واستدعاء ولي الأمر.
في هذا القرن أيضا بدأت جامعاتنا تخرج أخصائيين اجتماعيين «الخدمة الاجتماعية»، لكن هؤلاء الخريجين ترفضهم وزارة التربية والتعليم، لأنهم لا يحملون مقاييسها التي وضعتها مذ كانت «وزارة المعارف»، فيضطر حامل التخصص للتسجيل بـ«حافز» لأن شهادته خارج مهنة التعليم لا فائدة لها.
المدهش أن الوزارات حين يتم نقدها، تهاجم الكاتب «هل تحمل التخصص لتنتقد ؟»، وحين يتقدم خريج «الخدمة الاجتماعية» المتخصص باحثا عن عمل، ترسله للضمان.
صالح إبراهيم الطريقي
في ما مضى حين كان مسمى الوزارة «وزارة المعارف»، كانت لديها مقاييسها في اختيار المرشد الطلابي، وكانت المقاييس سهلة وبسيطة جدا، إذ تعتمد على المعلم الأقدم في المهنة «الخبرة»، ليلعب دور «المرشد الطلابي»، هذه المقاييس أخذتها الأندية الرياضية لفترة وأصبح قائد الفريق هو الأقدم بغض النظر عن قدراته الشخصية.
في ذاك الوقت كان المعلم الأقدم إذا أنهكه التدريس وصراخ الطلاب يجد الراحة والهدوء بمكتب «مرشد الطلاب»، وكل مرة تحول له مشكلة يتبع فلسفة الجدات «الله يهديك يا ابني».
مع أن المرشد الطلابي مهمته الربط بين المدرسة والبيت، وكشف ما هي الأسباب التي دفعت الطالب / المراهق إلى سلوك ما، ليساعد أسرة المراهق على تعديل ذاك السلوك.
في الثمانينيات الميلادية أضيف مقياس جديد وسهل لهذه المهنة وهو صفة الصلاح والتقوى القائمة على الشكل الظاهري، فتورط المجتمع ـ بسبب البعض ـ في صراع بين فئتين، فئة تريد أن تعيش وأخرى تريد أن تموت ولو بحزام ناسف.
في هذا القرن غيرت الأندية الرياضية مقاييس «قائد الفريق» وأصبحت تضع من يحمل سمات القائد «كبتن» ولم يعد إداري الفريق الجديد في بداية الموسم يسأل اللاعبين: «من أقدم واحد بالفريق؟»
كذلك غيرت الوزارة اللوحة المعلقة على بوابتها إلى «وزارة التربية والتعليم»، لكنها لم تغير مقاييسها للمرشد الطلابي، وما زال «المرشد الطلابي» يعتمد على «الدعاء» أو التهديد وكتابة التعهدات واستدعاء ولي الأمر.
في هذا القرن أيضا بدأت جامعاتنا تخرج أخصائيين اجتماعيين «الخدمة الاجتماعية»، لكن هؤلاء الخريجين ترفضهم وزارة التربية والتعليم، لأنهم لا يحملون مقاييسها التي وضعتها مذ كانت «وزارة المعارف»، فيضطر حامل التخصص للتسجيل بـ«حافز» لأن شهادته خارج مهنة التعليم لا فائدة لها.
المدهش أن الوزارات حين يتم نقدها، تهاجم الكاتب «هل تحمل التخصص لتنتقد ؟»، وحين يتقدم خريج «الخدمة الاجتماعية» المتخصص باحثا عن عمل، ترسله للضمان.