“1” style=”color:#7A8DBC; background-color:#7A8DBC” />
العلاقات – بجميع أنواعها – كالرمال بين يديك …
فإذا أمسكت بها بيدٍ مرتخية و منبسطة ستظل الرمال بين يديك …
و إذا قبضت يد و ضغطت عليها بشدة لتحافظ على الرمال سالت من
بين أصابعك …
و قد يبقى منها شيء في يدك …
و لكنك ستفقد معظمها …
و العلاقات كذلك …
فإذا أمسكتها دون إحكام محافظاً على إحترام الآخر و حريته فغالباً ما
تستمر العلاقة كما هي …
ولكن إذا أحكمت قبضتك على العلاقة رغبة في التملك …
فإن العلاقة ستأخذ في التلاشي إلى أن تفقدها نهائياً .
عندما تصاب بأي جرح عاطفي …
يبدأ الجسم في القيام بعملية طبيعية كالتي يقوم بها لعلاج الجرح البدني …
دع العملية تحدث …
و ثق أن الله سبحانه و تعالى سيشفيك مما أصابك …
ثق أن الألم سيزول …
وعندما يزول ستكون أقوى و أسعد و أكثر إدراكاً ووعياً .
بعد فترة ستدرك الفارق الدقيق بين الإمساك بيد و تقييد روح …
ستدرك أن الحب لا يعني مجرد الميل …
و الصحبة لا تعني الأمان …
و الكلمات ليست عقوداً …
و الهدايا ليست وعوداً …
و ستبدأ في تقبل هزائمك برأس مرفوع و عينين مفتوحتين …
و صلابة تليق برجل و ليس بحزن الأطفال …
و ستعرف كيف تنشئ كل طرقك بناءً على أرضية اليوم لأن أرضية الغد غير مستقرة تماماً كبناء خططك عليها …
و ستعرف بعد فترة أنه حتى أشعة الشمس قد تحرق …
إذا تعرضت لها طويلاً …
و لذلك عليك بزرع حديقتك و تزيين روحك …
بدلاً من أن تنتظر من شخصٍ آخر أن يأتي إليك بالورود …
و ستعرف أن بإمكانك حفاً أن تتحمل …
و أنك بحق أقوى …
و أنك بحق شخص ذو قيمة …
و ستعرف و تعرف …
فمع كل وداع ستتعلم .
الحب الحقيقي لغيرنا يعني أن لا نشترط فيه أية شروط …
كما أنه يعني القبول الكامل بل و الإحتفاء بشخصيته كما هي .
البعض يدخلون حياتنا و يخرجون منها سريعاً …
و البعض الآخر يعايشنا لفترة تاركاً بصمات في قلوبنا …
فالناس جميعاً لم و لن يكونوا شيئاً واحداً أبداً .
إذا قضيت و قتك في الحكم على أفعال الناس …
فلن تجد وقتاً لتحبهم .
يتطلب الأمر الكثير من الفهم و الوقت و الثقة حتى أبني صداقة حقيقية
مع الآخر …
و عندما أكون على وشك التعرض لفترة من التوتر في حياتي أجد أن أصدقائي هم أثمن مالدي .
قابلت اليوم صديقاً جديداً و عظيماً عرفني في الحال …
ومن الغريب أنه فهم كل ما قلته …
لقد استمع إلى مشاكلي و استمع إلى أحلامي …
و تحدثنا معاً عن الحب و الحياة …
و شعرت بأنه يقف إلى جواري أيضاً …
و لم أشعر بأنه يسيطر على شخصيتي …
فلقد كان يعرف ما أشعر به تماماً …
و بدا أنه يقبلني كما أنا …
و يقبل كل المشاكل التي أعاني منها …
فهو صديق لم يقاطعني في حديثي …
ولم يحتج إلى تعقيب …
كل ماكان يفعله هو أن يستمع إلي بإهتمام دون أن يتحول ذهنه عني …
و أردت منه أن يعرف كم أقدر له هذا …
و لكن عندما ذهبت لأعانقه روعني شيئٌ ما …
فقد مددت ذراعي …
و ذهبت لأحتضنه …
عندها أدركت أن صديقي الجديد لم يكن سوى المرآة …
فهل تستطيع أن تكون مرآةً لغيرك ؟!!
ابومشاري المغامسي الحربي