“1” style=”color:#7A8DBC; background-color:#7A8DBC” />
والملاحظ ان هذه الشائعة التي نفاها المسؤولون بأجهزة الامن انتشرت كالنار في الهشيم وبشكل لم يسبق له مثيل الى درجة ان تداولها اصبح امراً عادياً على ألسنة الاطفال والنساء في المنازل والاسواق.. وحتى على شفاه الطلبة والطالبات والمعلمين والمعلمات في المؤسسات التعليمية المختلفة, بل امتدت الشائعة الى مجالس الرجال ومكاتب المسؤولين وايضاً الى دهاليز وممرات المؤسسات الحكومية والاهلية. وحتى يومنا هذا تنتشر الشائعة متنقلة بين محافظات المنطقة ولكن بطرق واساليب مبهرة ومملحة على الرغم من تأكيدات الجهات المعنية بأن الامر لايعدو اكثر من حكاية مجالس او بالعربي الفصيح (شائعة).
وينقسم المجتمع في تفسير الشائعة الى عدة فئات هناك من يرى بأنها صناعة ذكورية قام بزفها الى المجتمع (فحل متمرس!!) من اجل ارهاب الاطفال والنساء من كل ما هو خارج المنزل حتى تهتم الاسر بالابناء اكثر لاسيما ان الشائعة تزامنت مع فترة اختبارات نهاية الفصل الدراسي الاول ويرى فريق آخر انها مجرد (سوالف مجالس) من اجل تقليل حدة الرتابة التي يعيشها المجتمع. ولكن لماذا هذه الحكاية التي وضعت في اطار سفاح هرب من السجن بحثاً عن اطفال ونساء يقتلهم بعد ان يتنكر بملابس نسائية وعباءة ليست مخصرة?! ولماذا السفاح رجل ولايكون امرأة. د. مبارك الخالدي استاذ النقد والادب الانجليزي بجامعة الملك فيصل يرى بان الشائعة ذكورية كما هو واضح من الحكاية لكون هناك استهداف للمرأة لانه من الصعب ان تستهدف المرأة ذاتها. اما التساؤل الاخر المتعلق بالشائعة وترويجها هو (لماذا تقتل المرأة دون الرجل?!) ويتساءل الخالدي: اليس لهذا علاقة بالمتغيرات الاجتماعية المتعلقة بازدياد دور المرأة الاجتماعي وايضاً شق الحرية النسبي فيما يخص خروجها الى الشارع سواء للعمل او غيره بشكل غير مسبوق خاصة دون وجود محرم معها عندما تكون مع السائق مثلا?! اما التساول الممتد من سابقه فلماذا يكون السفاح غير سعودي?! اذن هناك محاولة لتشويه صورة الآخر في نظر المرأة خاصة بعد اقترابها اكثر من الآخر المتمثل في السائق والبائع وغيرهما.
ووفقاً للخالدي فان الشائعة تتضمن بعداً عنصرياً او بمعنى ادق تتكيء على اساس عنصري لكون السفاح وفقاً لما تداوله الناس.. افريقياً.. ويتساءل الخالدي لماذا لايكون السفاح امريكياً او اسيوياً مثلا?!
ويؤمن الخالدي بان الشائعة استفادت من الانفتاح على الاعلام الغربي وبالذات السينما.. وخاصة افلام الجريمة التي تتناول قصص السفاحين متسائلاً هل الشائعة استعارة للاثارة في تلك الافلام? او مزحة بهدف الاثارة وتحولت الى شائعة استساغها المجتمع من اجل كسر حالة الرتابة التي يعيشها المجتمع? ويضيف: ولربما قام الناس بترويجها وتصديقها لانهم اعتادوا على عدم المكاشفة والمصارحة من بعض الجهات الرسمية. ولكن الخالدي يخلص الى القول بان الشائعة تستهدف المرأة اولاً واخيراً.. ومهما اختلفت التفسيرات. ويؤكد محمد الشهاب (اخصائي اجتماعي) بان مرحلة اطلاق الشائعة كانت مناسبة لمن حاول او حاولوا ترويجها لكن المجتمع يعيش حالياً في فترة ركود وايضاً ترقب لحرب متوقعة لايعرف مصيرها.. وفي هذه الحالة يكون اطلاق الشائعة سهلاً لان انتشارها سيكون سريعاً لان الناس تتشوق لسماع أي حدث او أي خبر فما بالنا اذا كان مثيراً. ويرى ان تأثير شائعة السفاح كان ايجابياً فهي على الرغم مما فيها من تخويف الا انها ابقت كثيراً من الاسر في منازلها وبالتالي الانكباب على الدروس والكتب اكثر خاصة انها- أي الشائعة- تزامنت مع فترة اختبارات نصف العام الدراسي اما الامر الايجابي الآخر للشائعة فيتمثل في انها حذرت الاهالي من المتسولات اللواتي يأتين الى المنازل ففي السابق تفتح لها المرأة الباب وتتحدث معها . اما الان فاصبح هناك تخوف من ادخال أي شخص غريب للمنزل .
https://www.okaz.com.sa/OKAZ/DATA/200…Art_110692.XML