“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />
أنا لا ألوم المرشد الطلابي المسكين لأنه حتى اللحظة لايعرف ماهو دوره الفعلي داخل المدرسة ولكوني من منسوبي التربية والتعليم وفي ميدان التربية والتعليم
أعلم يقينا بأن جميع الذين يعملون في التوجيه والارشاد المدرسي هم مجموعة من المعلمين هربوا من قاعات الدرس لعدم قدرتهم على تحمل المسئولية ومواجهة نفسيات الطلاب وأمزجتهم المتقلبة فاختاروا العمل في الارشاد الطلابي ومارسوا الطرق السهلة في الارشاد وهي طريقة استخدام العصا والتلويح بالطرد والصوت العالي .
الإرشاد الطلابي في مدارس التربية والتعليم ارشاد متخبط لايرقى إلى طموح القائمين على التربية والتعليم ويخالف كل قوانين منظمات حقوق الإنسان ويخالف أنظمة الخدمة المدنية فالمرشد الطلابي في أغلب المدارس يحضر عند الساعة السادسة والنصف ويبدأ في ادخال الطلاب إلى الطابور ثم يباشر معاقبة الطلاب المتأخرين دون النظر في أسباب تأخرهم و ايجاد حلول لكثرة التأخر وإنما يريد المرشد الطلابي أن ينهي عمله قبل الساعة العاشرة صباحا ليغادر المدرسة والانتقال إلى أداء أعماله الخاصة من مراجعة الدوائر الحكومية أو المضاربة في سوق الأسهم ومكاتب العقار وغيرها.
وكنت قد كتبت عن واقع الإرشاد والتوجيه في المدارس وخاطبت الوزارة وكتبت في مقال سابق أن ينقذوا المدارس من ( بعض ) من يمارسون الارشاد الطلابي بطرق الترهيب والتعذيب فوجودهم داخل المدارس لايفيد بل يشعل النار بين الطالب والمعلم .
فقد أصبح المرشد الطلابي بالنسبة للطلاب جلاد المدرسة فإذا غاب الطالب أو تأخر أو لم يحضر الواجب هدده معلم الفصل بتحويله للمرشد الطلابي ليس لعلاج مشكلته ولكن ليتخذ فيه المرشد الطلابي مايراه مناسبا من عقوبة تتراوح بين الضرب أو الطرد أو استدعاء ولي الأمر دون أن يسأل المرشد الطلابي الطالب عن الأسباب ويبحث له عن حلول تساعده على النجاح .
فأرى كثيرا من المعلمين عندما يجدون طالبا مزعجا يقومون بتهديده وتخويفه بالمرشد الطلابي فأصبحنا نظن أن المرشد هو مرشد الثورة الإيرانية وليس ذلك الإنسان المعني بحل قضايا الطلاب ومساعدتهم على تجاوز العقبات .
المشكلة أيتها الوزارة الموقرة في لجان اختيار المرشد الطلابي فهذه اللجان لاتبحث عن الجودة وعن سيرة المعلم المراد تحويله لعمل المرشد الطلابي وإنما ينظرون في تقديره أثناء دراسته بالجامعة فيتم الاختيار بناء على ذلك ، وليس على مجهوداته وأعماله التربوية ومدى قربه من الطلاب وتواصله معهم ومع أولياء الأمور ودرجات طلابه أثناء عمله في التدريس .
ناهيك عن تدخل الواسطات بشكل ملفت للنظر في اختيار المرشد الطلابي وتوصيات أحبائه .
الأن تبرز الحاجة الملحة لوجود أعضاء منظمة حقوق الإنسان في المدارس والاطلاع على أعمال المرشد الطلابي وما يتخذه من اجراءات فاعلة في سبيل الارتقاء بالطلاب، و على وزارة التربية والتعليم ان تطلب من المرشد الطلابي عمل البحوث الاجرائية في كل فصل دراسي ومنع المرشد الطلابي من ايقاع العقوبات على الطلاب مهما كانت نوع تلك العقوبة أعلاها الضرب وأدناها الطرد من المدرسة وبينهما الحسم من درجات السلوك والترهيب ومنع العقوبات بشكل نهائي على يد المرشد وتوقيف عمله على حل المشاكل بطرق تربوية راقية والوقوف مع الطالب ضد أي ظلم يفع عليه من معلم الفصل .
إن عمل المرشد الطلابي يقوم في الأساس على المساعدة وليس على العقاب والترهيب . ولكنه وبقدرة قادر تحول المرشد الطلابي إلى بعبع تخويف الطلاب وأصبح المرشد الطلابي يقوم بأعمال هي من صميم عمل الوكلاء في المدارس ، فأصبح المرشد الطلابي وكيلا ، والوكيل مديرا ، والمدير وزيرا ، والطلاب في ضياع وانحطاط .
أقول ما تسمعون وأنا على ذلك من الشاهدين .
صالح محمد العتيبي