ثلاث مباديء حتى لا تقع في مشكلات مالية‏

والحقيقة أن سوء الإدارة المالية سبب في الكثير من المشكلات الزوجية
حتى أصبحت المشكلات المالية من الأسباب الرئيسة للطلاق بل وفي مقدمتها
ولنتفادى ذلك لابد من أن نسير وفق المبادئ الإسلامية للإدارة المالية كسباً
وإنفاقا لننجح في حسن التصرف في الأموال ،ولنتفادى فوضى الإنفاق
وارتجالية التصرف فيه .وهناك ثلاثة مبادئ مهمة هي :

1. الالتزام بشرعية الاكتساب والإنفاق
فالمال الحلال طيب مبارك فيه ولو كان قليلا،والحرام خبيث لا بركة فيه ولو أعجبتك وأغرتك كثرته،وبحسب المرء أن يعلم أنه موقوف بين يدي ربه ليسأله عن ماله (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ومنها : وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه).

2. مراعاة أولويات الإنفاق
وهذه بوصلة المال وبدونها يغرق الزوجان في موجات الشهوات وعواصف الإغراءات .
وقد أشار صلى الله عليه وسلم الى هذا المعلم فقال : ( إبدأ بمن تعول)
وأمر بمراعاة الحقوق بقوله صلى الله عليه وسلم
(إن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه)
إن التوسع في المباحات على حساب الواجبات يؤدي إلى اختلال الأمور
وخروجها عن نصابها وتقصير المرء في مسئولياته المكلف بها.
فكم من زوج سافر مع اصحابه ليرفه عن نفسه وترك زوجته وأبناءه يسألون الناس؟!
وكم من زوجة حملت زوجها على الاقتراض ليشتري لها حلي تتجمل به
أمام صديقاتها لتظهر أمامهن أنها غنية!.

3. الاعتدال في الانفاق
التوسط في الأمور من خصال أهل الإيمان ،ومنها الإنفاق كما قال تعالى
(والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما).
ولا شك أن التفريط والإفراط مذمومان شرعا وعقلا قال تعالى
(ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا)
والملامة والحسرة نتيجتان للإسراف والبخل وقد اكتوى بنارهما الكثير من الأسر.

هذه ثلاثة معالم أو ركائز للنجاح في إدارة المال
ولا أتصور أن أسرة ستتجاوز مشكلاتها المالية دون رعايتها والاهتمام بها.