تخطى إلى المحتوى

مشاعر والدي الطفل التوحدي بعد التشخيص

  • بواسطة

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

مشاعر الوالدين في ظل التوحد

1 – تبقى مشاعر ما بعد التشخيص ملازمة للأهل ولا تقتصر على الفترة الأولى فقط.

2 – الإحساس بالذنب:

في بداية الخمسينيات من القرن العشرين سرى الاعتقاد أن التوحد ناتج بسبب قلة الحب في حياة الطفل، وأدت هذه النظرية إلى العديد من مشاعر الذنب عند الوالدين في العقود الماضية، لكن هذه النظرية لم تَعُد قائمة، ومع ذلك قد يخالط الوالدين الإحساس بالذنب؛ نتيجة سؤال محير معذب يدور في خلديهما: هل أنا السبب؟ ربما عملت شيئًا ما أثناء الحمل؟ ربما هي جيناتي… إلخ، من الأسئلة التي تزرع الإحساس بالذنب في نفوس الوالدين. علماء التوحد يؤكدون أنك أيها الأب وأنك أيتها الأم لستما مسؤولين عما حدث؟ إنها إرادة الله تعالى، ولم يكن في أيديكما أن تفعلا شيئًا. التوحد ناتج عن اختلافات نيرولوجية في عمل الدماغ، والأسباب مجهولة إلى الآن.

أحيانًا قد يشعر والدا الطفل المتوحد بالحسد والغيرة للآخرين ذوي الأطفال السليمين، يقولون في قرارة أنفسهم: لو أن الآخرين يجربون ما يعني أن يكون عندك طفل متوحد لعرفوا العذاب الذي نعيش فيه كل يوم وليلة.. وسرعان ما يأتي إحساس بالندم والذنب: كيف أتمنى السوء لأخي أو صديقتي؟ هل أنا شرير إلى هذا الحد؟

ولكن هذه الأحاسيس طبيعية ووقتية لكل والدي طفل معاق، ما لم تتطور إلى محاولة فعلية لإيذاء الآخرين.

3 – الإحساس بالغضب:

الإحساس بالغضب تجاه الموقف ككل.. ما هذا التوحد الذي يأتي ويصيب ولدي؟ (يصيب التوحد واحد من بين خمسمائة).. إحساس بالغضب تجاه عدم معرفة السبب، ولماذا، وكيف.. إحساس بالغضب تجاه الأطباء لكونهم لم يتوصلوا إلى الدواء الشافي بعد، وأن كل محاولات العلاج هي محاولات، وليس هناك شيء مؤكد، وقد يحدث في كثير من الأحيان أن إيمان الوالدين يضعف ويفتر، وسؤال معذب: لماذا يا إلهي هذا الابتلاء؟ وإلى متى؟

4 – الإحساس باليأس:

عندما يعلم الوالدان أن التوحد هو ملازم لحياة الطفل مدى الحياة، وأن أي احتمال للعلاج هو احتمال قائم ولكن ليس مؤكدًا.. هذا الإحساس بالعجز عن تغيير شيء ما يعطي إحساسًا فظيعا باليأس وفقدان الأمل.. يقول لك الطبيب: تفاءل خيرًا فمع العلاج المبكر هناك أمل كبير في تعليم الطفل الكثير من المهارات التي تجعله يتغلب على الكثير من مصاعب التوحد. وأنت تسمع الكلام وفي داخلك صوت يقول: ولكن ماذا لو لم يحصل ذلك؟!

هناك بعض الآباء الذين يواجهون الإحساس باليأس عن طريق تقبل الواقع وتقبل الابتلاء من رب العالمين.. هناك من يقول على الأقل أنا أعرف الآن ماذا بولدي وهو ما يعطيني نقطة للانطلاق، وهذا هو ما نرجو أن يطوره كل أب وأم لطفل متوحد.

5 – الإحساس بالحزن وبأنك فقدت حلمًا:

حزن شديد يخيم على الزوجين وعلى علاقتهما بعضهما ببعض، وبالطفل، وبكل ما حولهما من أمور.. حزن على أحلام وقصور كانت تبنى في الهواء بعثرها تشخيص التوحد. كنت أحلم بالمستقبل والآن ومع هذا الوحش لم يَعُد هناك أي مستقبل، هذا ما يقوله معظم الآباء، الأم قد تبكي وتصرخ وتشتكي، أما الأب فعادة ما يلفه الحزن بصمت.. لا يريد أن يتكلم أو يأكل أو يفتح الموضوع للنقاش.. يريد الجلوس منفردًا للتفكير في مصير العائلة قد يجرّ هذا الحزن الذي يأكل الوالدين إلى التمني في أنهما لم ينجبا قط أو لم يتزوجا أصلاً.. وهذه الأحاسيس تشمل حتى العلاقات الزوجية المتماسكة والقوية، فإن تقبل هذا الأمر ليس بالأمر الهين على الإطلاق.

6 – الإحساس بالخوف:

إحساس بالخوف على الطفل: ما مستقبله؟ ما مصيره؟ وهل سيكبر وينمو؟ هل سيدرس ويتخرج؟ هل سيتزوج وينجب؟ وهل سيكون أطفاله مثله في الابتلاء؟؟
وهناك نوع آخر من الخوف هو خوف الوالدين من أن يتوفاهما الله قبل ولدهما، ماذا سيصنع؟ من سيعتني به؟ وكيف سينشأ من دون أب أو أم؟ إلى آخره من المخاوف التي تعتصر قلب الوالدين.

7 – الإحساس بالخجل:

كثير من الأهل يعانون من الإحساس بالخجل لوجود طفل معاق في العائلة. وقد يفضلون
الانعزال عن المجتمع خوفًا من نظرات الشفقة والعطف من الآخرين، أو خوفًا من أن توصم العائلة ككل بالإعاقة، وهو ما يؤثر على مستقبل أبنائها.

قد يحدث أحيانًا أن تحس بالخجل من ابنك وأنت في مناسبة اجتماعية، وهو يصدر حركاته المتكررة من هزِّ اليدين أو الرأس أو اللف والدوران حول النفس، فتحس أنت بالإحراج من هذه التصرفات.. أو قد يصرخ ابنك تجاه محاولة لطيفة من الطرف المقابل من أجل أن يسلموا عليه أو يقبلوه وهو لا يتحمل اللمس أو الحضن.. قد يتكلم ولدك بعبارات سخيفة وحروف متكررة لا تحمل أي معنى بشكل يثير السخرية والعطف في آن واحد.. كل هذه المواقف قد تولد لديك نوعًا من الخجل أو الغضب تجاه الطفل رغم علمك أنه لا يملك من الأمر شيئًا، ولكن أنت أيضًا أيها الوالد الحنون بشر ولك طاقة على التحمل.

8 – الإحساس بالوحدة:

الإحساس أنك وحيد وسط هذه الزوبعة وأنه لا مخرج منها. الإحساس أن من حولك لا يفهمون أو لا يقدرون ما تمر به من أزمة ليس لأنهم لا يهتمون وإنما ببساطة لأنهم لا يعرفون ماذا يعني طفل متوحد. الإحساس بالوحدة وأنت ترى من حولك من الأطفال ينمون نموًّا طبيعيًّا، ويلقطون الكلام سماعًا بينما أنت لا بد أن تعلّم ابنك كل شيء بنفسك.. كيف ينظف أسنانه بالفرشاة بنفسه، إلى كيف يتسلق الدرج، إلى كيف يلعب بالألعاب على الوجه الصحيح، إلى تنطيقه بعض الكلمات التي لا بد من إعادتها مرارًا وتكرارًا، وإلا فإنه سيفقدها من جديد.

كل هذه الأحاسيس المجتمعة والمترابطة: صدمة، إنكار، إحساس بالذنب أو الغضب أو
الخجل أو الحزن والأسى والوحدة، هي أحاسيس طبيعية فلا تخجل أيها الأب وأيتها الأم من أن تحسوا بها وتشعروا بها، فهي أمر طبيعي لكل والدي طفل معاق.

منقول

_________________________________
للتواصل عبر الفيسبوك صفحتي الشخصيه
https://www.facebook.com/H.A.wazzan

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.