تخطى إلى المحتوى

فرحان 0000 الحزين

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

فرحان 0000 الحزين

——————————————————————————–

كنت في يوم من الأيام جالساً في غرفة وكيل المدرسة ، قبل خروج الطلاب للفسحه ،وفجأة فإذا بطالب من طلاب المدرسة وبالتحديد من طلبة الصف الأول المتوسط يشير بيده إليَّ عن بعد وعلى استحياء من خارج الباب ، ذهبت إليه فإذا هو طالبي فرحان ، سلمت عليه وقلت له مازحاً؟ مابك يا فرحان؟ همهم وأراد أن يتكلم وعيناه مغرورقتان بالدموع ! لم يتكلم وعرفت من خلال صمته أن هناك شيئاً ما بداخل هذا الرجل الصغير، عرفت أنه يحمل أشياء كثيرة لم يستطع جسده النحيل أن يتحملها،أحببت أن أزيل بعضاً من مسحة الحزن المرسومة على محياة ، مشينا سوياً إلى غرفه الإرشاد حاولت أن أبسط وأهون الأمور ، وصلنا إلى غرفة الإرشاد وجلسنا سوياً وتبادلنا أطراف الحديث وحينها اخرج فرحان ما كان يحمله من هموم، فرحان ولد كرجل ، فرحان ليس له من الفرح سوى أسمه ، يبلغ من العمر السادسة عشر تقريباً ، ،فرحان شاب صغير ملتزم على خلق ودين ،ذاق مرارة اليتم توفي والده وهو صغير وهو الوحيد من الأبناء ، له عدد من الأخوات اللاتي يكبرنه ، تحدث عن ظروفه القاسية ، عن أقاربه أخواله وأعمامة الذين تخلوا عنه ، تحدث عن أمنياته عن أحلامه المستقبلية عن تطلعاته عن همومه عن حبه للخير عن أصدقائه وعن نصحه لهم تحدث عن القناعة والرضا عن قرعه لأبواب السماء عند ازدياد الهموم والمتاعب ،تحدث عن استجابة الله عز وجل لدعائه في كثير من الأمور، تحدث وتكلم فرحان بكلام لا يقوله ستيني العمر ، فرحان ليس لديه دخل يقتات منه ، أفضل ما سمعت أن البيت ملك لهم ، تأتيه بعض الهبات من أهل الخير ، حساس جداً من أقاربه أعطاه أحد أقاربه مبلغاً بسيطاً من المال أمام الناس رفض أخذها وغادر المكان بنفسية سيئه ومحطمة ، تحدث بحرقه عن هذا الموقف ! لماذا فعل هذا ؟ هل يريد فعلاً أن يمد لي يد العون و المساعدة ؟ أم هل يريد أن يكسب المديح والإطراء من الناس ؟ أم هل يريد تجريحي وإهانتي أمام الآخرين ؟ وتحدث بعدها عن صدقة السر وان المؤمن ينبغي شماله أن لا تعلم ما أنفقت يمينه، وأن ليس بحاجة أحد من الناس وأن اعتماده فقط على الله 0تحدث عن البحث عن وظيفة ،عن البحث عن لقمه العيش عن الكسب من عرق الجبين ، لا يريد هذا الصغير أن يكون عاله على الناس، لم أملك حينها الاّ الإصغاء والصمت حاولت أن أتكلم لم أستطع ، تأثرت جداً لمعاناته وحديثة ربما لو تكلمت لشاركته الدموع وزدته أحزاناً على أحزانه ، التقطت الأنفاس قليلاً ، لابد أن أتكلم لابد أن أخفف على هذا الصغير معاناته ، لم يأتني عبثاً رغم أنه طالب جديد على المدرسة ونحن في بدايات العام ولم تتم المعرفة كثيراً بيننا بحكم كثرة عدد الطلاب في هذه المدرسة ، جمّعت أفكاري تحدثت عن ما ينبغي أن يكون عليه المؤمن ، عن الحياة ،عن الصبر والأجر، عن الابتلاء والاختبار من الله غز وجل حتى ولو كان الإنسان غنيا فانه مبتلىً، تحدثت عن النعم الكثيرة التي وهبها الله للإنسان غير المال ،عن الراحة النفسية التي يجدها المؤمن ، تحدثت عن قدوتنا ومعلم البشر الرسول صلى الله عليه وسلم الذي خرج من الدنيا ودرعه مرهونة عند يهودي، وعن الصحابة الكرام الذين تركوا ملذات الدنيا في سبيل الالتحاق بسيد البشر عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ونصرته والرفع من شأن الإسلام والمسلمين، تكلمت أنه ينبغي للمؤمن أن يصبر ويشكر وينظر لمن هو أقل منه ومن هو أصعب حالاً من حالته حتى
يحس ويشعر بالقناعة والرضا،حقيقة أقولها خرجت الكلمات مني بصوره لم أكن أتوقعها ولو أعددت لها
لما خرجت بهذا الشكل0
أحس فرحان بشي من الراحة والاطمئنان ،حثيته على الاهتمام بدراسته ، تكلمت عن أناس تعرضوا لظروف أقسى منه فصبروا وثابروا واجتهدوا وتغيرت أمورهم واصبحوا ممن يشار إليهم بالبنان ، وعدني فرحان خيراً وشكرني وذهب الى فصله،
بعد قرابة الأسبوع حضر فرحان الي مبشرا انه وعن طريق أهل الخير استطاع الحصول على وظيفة براتب (700) ريال تقريباً ، لم أستطع إلا أن أبارك له هذه الخطوة على أن يستمر ويكمل دراسته عن طريق الدراسة المسائية أو المنازل في حالة تعذر قبوله وأن لا يترك الدراسة أبداً ، وعدني خيرا وأيضاً وعدني بزيارات للمدرسة للاطمئنان على وضعه في وجهته القادمة، أستلم فرحان ملفه وغادر المكان0
فيا ترى00 هل تبتسم الأيام لفرحان ؟
هل يجد فرحان الفرحة التي كانت غائبةً عنه وهو في مقتبل العمر وفي أحلى أيام عمره ؟
هل يكون فرحان أسماً على مسمى ؟
هذا ما ستكشفه الأيام !!!!
هذا وادعوا الله أن يوفقه ويوفقنا جميعاً لم يحب ويرضى وأن يجعل هذا البلد أمناً مطمئناً وأن ينصر الله الإسلام ويرفع رايته ويجمع كلمه المسلمين على الحق انه سميع مجيب ، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
مرشد الطلابي

منقووووووووووووووووووووول

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.