“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />
اكرم ياسين الشريف- المدينة المنورة
اكتب مقالي هذا بعد ان انتهيت لتوي من دورة عن التقويم الشامل الذي ينتقده الكثيرون وهم يجهلونه, وفعلا المرء عدو ما يجهل, فالنظرة السائدة في الاعلام والمجتمع عن التقويم الشامل انه يأتي للمدارس لتصيد الاخطاء, وان في ايديهم اقصاء المدير متى شاءوا! وقد حملت هذا الانطباع قبيل التحاقي بهذه الدورة, لكن سرعان ما تكشفت لي الحقيقية, والذي اتمنى ان يعرفها الجميع, تثمينا لجهود ضخمة مبذولة في الميدان يجهلها المجتمع عموما, والكثير من التربويين خصوصا. فالهدف الاساسي من عملية التقويم الشامل هو التقاط صورة , وتحميضها بكل ما فيها من ايجابيات وسلبيات, واهداء هذه الصورة لمدير المدرسة اولا وبصورة سرية تامة, كما يهدونه ايضا طرق العلاج للسلبيات, وكيفية تعزيز الايجابيات , ويساعدونه في علاج السلبيات وتعزيز الايجابيات, كما يتجنب ذكر الاسماء تماما اثناء كتابة التقرير حيث الهدف منه هو الاصلاح العام دون التعرض للاشخاص. ولكي تزول الصورة السلبية عن التقويم الشامل لدى الكثيرين, وهي انه كيف يتسنى لشخص ما الحكم على مجهود مدير قضى عمره في المجال التربوي؟! احب ان اشير ان التقويم الشامل ليس بحكم شخص ما لكنه حكم فريق مكون من اربعة اشخاص او اكثر, ولا يؤخذ برأي الواحد, لكن يؤخذ رأي الاغلبية, كما ان نقاط التقييم نقاط مقننة, اتت بعد دراسة علمية مستفيضة, ونسبة الخطأ فيها قليلة جدا, كما يهتم التقويم الشامل بتزويد المدرسة التي سيتم تقويمها, بجميع النقاط التي سيتم تقويمها, ويحدد الموعد مسبقا وتخطر المدرسة بموعد التقييم قبيله بوقت كاف, حيث ان التقويم لم يأتي لتصيد الاخطاء لكنه أتى لتعزيز الايجابيات كهدف رئيسي, ومساعدة منسوبي المدرسة في اكمال النقص, كما ان وقت الزيارة يستمر لاسبوع كامل يبدأ قبيل بدء اليوم الدراسي, وينتهي بخروج آخر فرد من المدرسة, حيث يكون التقويم شاملا لكل جزئية في المدرسة, ويكون التركيز في التقويم الشامل على ما يحصل داخل الفصل الدراسي بنسبة 70% ويبقى 30% من التقويم على بقية النواحي التربوية داخل المدرسة. والمتابع لسير التقويم الشامل يجد انه يسير على قدم وساق, حيث انتهت في بعض المناطق عملية تقويم جميع المدارس الابتدائية, وبدأ التقويم في المدارس المتوسطة, ولم نسمع ان مديرا ما اقصي من منصبه, ولكن المطلع القريب يرى تطور المدارس المقومة من حسن الى احسن. كما ان التقويم الشامل يجري لقاءات مسبقة مع اولياء الامور, ومدير المدرسة والمعلمين, لشرح اهداف التقويم الشامل والاستئناس بآرائهم, كما يحرص التقويم الشامل على ان يخلو فريق التقويم من اي شخص يحمل انطباعات مسبقة عن المدرسة سواء سلبا او ايجابا, كما يكون هناك حرص على ان يخلو فريق التقويم الشامل من اي شخص تربطه اي علاقة بمنسوبي المدرسة, لكي يكون الحكم موضوعيا. فالتقويم الشامل عملية تهدف اولا للرقي بالعملية التربوية, يقوم عليها تربويون اثبتوا جدارتهم في الميدان, ويحمل الكثير منهم خبرة سنوات عديدة, وقد صقلت هذه الخبرات بدورات متقدمة على أسس علمية لخدمة كل من يقوم على خدمة العملية التربوية في الميدان المدرسي