هام : جولة في سجن النساء بالسعودية

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

اطلعت على احد التقارير عن اوضاع النساء المسجونات واسباب دخولهن السجن وهالني بعض المواقف احببت ان تشاركوا بالرأي او الارشاد او اي وسيلة لمن وقع منهن داخل اسوار السجن وليكن عبرة وعظة للجميع نسأل الله أن يصلح نساء المسلمين وان يبعد كل شر وفتنه عن مجتمعنا المسلم وان يهدي من ظل عن طريق الهدي والرشاد انه سميع مجيب :
منقول عن الساحات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم تكوين لجنة من ثلاث جهات حكومية للنظر في وضع سجون النساء

وكنت أحد أعضاء هذه اللجنة

وحتى تكونوا في الصورة أبين لكم بعض النقاط المهمة :

1- سجون النساء على قسمين :

الأول : للواتي دون سن الثلاثين وهؤلاء لهن سجن تحت إشراف وزارة الشؤون الاجتماعية .

الثاني : للواتي من الثلاثين سنة وفوق وهؤلاء لهن سجن مُلحق بالسجن العام وتحت إشراف وزارة الداخلية .

2- كنت أنا في زيارة للقسم الأول وليس لي علاقة بالقسم الثاني .

3- كان عمل اللجنة لتقصي أوضاع هؤلاء السجينات من حيث ثبوت القضايا عليهن ومن حيث هل يحصلن على حقوقهن في السجن وهل لهن شكاوى أو تظلمات أو طلبات ممكنة التحقيق .

4- ليس لنا أي علاقة بأوضاعهن النفسية أو الاجتماعية أو الشرعية . ( وهذه هي المصيبة )

كان هناك خبر مُسبق لـ ( دار رعاية الفتيات ) بالزيارة وموعدها وحين وصولنا وجدنا حراسة عسكرية هناك , ثم تم فتح الأبواب الحديدية ذوات السلاسل ثم دخلنا وتم إغلاق الأبواب علينا ( بحكم أن هذه سجون ) .

كان في استقبالنا اثنتان من الأخوات المشرفات الاجتماعيات .. وكن في غاية الحشمة والستر .

أخبرننا أن علينا نبدأ بالسجن الفردي وفيه أربع فتيات فقط ثم بعد ذلك ننتقل إلى السجن الجماعي وأنهن قد جمعن جميع الفتيات في المصلى وأوصوهن بأخذ ( الجلال الخاص بالصلاة والالتفاف به ) حتى لا يظهر منهن شيئاً .

وقبل أن أبدأ بعرض موجز وسريع لزيارة استمرت عدة ساعات أبين لكم ما يلي :

– هؤلاء الأخوات المسجونات من كل انتماءات المجتمع , فحين ترى القائمة وتستعرض الأسماء الرباعية يتبين لك وبجلاء أن دعاوى القبيلة والحمائل والانتماءات تتلاشى تماماً , وتبقى التربية الصالحة هي الأساس الحاكم وليس أي انتماء .

– وضعهن النفسي في منتهى السوء يدل على ذلك مواقف عديدة سوف تلاحظها أخي القارئ من خلال استعراضك وتحليلك للمواقف .

– لديهن احساس وشعور بالنقص شديد جعلنا نلاحظ أنهن في حالة من أصبح لا يخاف على شيء ويتكلم بكل شيء ويتناهى إلى أسماعنا بعض الضحكات والهمهمات في مواقف كنا نقف أمامها واجمين غير قادرين على إعطاء الموقف قدره من التفاعل في حين تلاحظ أنهن لا يكترثن ولا يشعرن بشيء مما نشعر به .

– التوجيه الشرعي يكاد يكون مفقود حاله في ذلك حال التوجيه النفسي والمعنوي وليس لديهن – كما ظهر لي – إلا توجيه اجتماعي يكاد يكون مقتصراً على توفير ما تحتاجه الفتاة من الأشياء الأساسية وتنفيذ العقوبات المقررة عليهن سلفاً من المحكمة الشرعية أو تأديب من لا تلتزم بما هو مطلوب منها أو تتجاوز حدودها بالاعتداء على الأخريات مثلاً .

– حوادث الزنا هي المسيطرة على القضايا وهناك عدد لا بأس به منهن أصبحن حوامل ومنهن من وضعت حملها ومنهن من تنتظر .

– هناك حالات هروب من البيت ويكاد يكون السبب الرئيسي فيها هو سوء تعامل البيت معها لأسباب :

– تعيش مع زوجة الأب القاسية .

– الأب سكير عربيد وحاول الاعتداء عليها .

– البيت ليس له ضوابط وآداب وقد هربت مع صاحبها أو عشيقها .

– غير ذلك

تفاصيل الزيارة باختصار

بدأنا بالسجن الانفرادي وكان به أربع حالات :

الأولى : قتلت أباها دفاعاً عن شرفها تحت تأثير المخدرات .

الثانية : لم يصدر في حقها حكم معين وكانت تدلي بتفاصيل قضيتها في هروبها مع أحد الأجانب والقبض عليها على الحدود وبأنها قد نامت معها وقد سلبها شرفها , وكانت تدلي بتفاصيل القضية دون تردد أو تهرب إذ أنها قد وصلت مرحلة التبلد .

الثالثة : بسبب كثرة مشاكلها مع البنات وسوء تصرفها .

الرابعة : بالمستشفى فلم تكن موجودة وقت الزيارة .

ثم انتقلنا إلى المصلى وقد كنت متردد جداً في الدخول ولكني دخلت على كل حال

الفتيات على سجاد الصلاة ونحن على مقاعد وطاولة طويلة مهيأة وبيننا وبينهن عدة أمتار .

بدأنا بالمناداة على الأسماء ومحاورة العديد منهن حيال أمور عديدة من أمثال ثبوت الحكم عليها وهل تم الضغط عليها أو التعذيب أو الإساءة , وهل تجد سوء في التعامل هنا , ومن أنهت محكوميتها لماذا لم يأت أهلها لأخذها , مع تذكريهن بالتوبة والرجوع إلى الله عز وجل وطرح العديد من التوجيهات الشرعية والنفسية والاجتماعية في محاولة شبه يائسة لرفع معنويات هؤلاء الفتيات .

وقد واجهنا حالات نقف أمامها في منتهى الحيرة لا نملك من الأمر شيئاً إلا التوصيات فقط لا غير .

فمن أمثال ذلك :

– التي تبكي أمامنا بألم وحرقة وتولول وتقول كيف أنا هنا مسجونة والذي سلبني شرفي بالخارج يسرح ويمرح بحجة عدم ثبوت الحكم عليه لعدم وجود شهود ولم يعترف بشيء . ( عدة حالات )

– التي أنهت المحكومية ولم يأت أهلها لزيارتها سابقاً أو استلامها لاحقاً فقد تخلى عنها الجميع ورفض استقبالها الجميع ( عدة حالات وبعضهن أنهت المحكومية منذ أكثر من سنتين ومع هذا لازالت بالسجن ) وكل مُناهن رؤية الأم أو الأخت أو حتى سماع صوتهن .

– التي تظن أنّا لجنة بيدها مفتاحاً سحرياً فقامت بتقديم معروضاً تطالب فيه بوظيفة وسكن وأخرى تريد أن نوصل هذه الرسالة إلى ذويها وثالثة قامت تعطينا وصفاً لبيت أهلها في مدينة كذا وتقول اذهبوا لأبي واحلفوا له أني تبت ولا عاد باعصيه !

– صاحبات السوابق والتي لسان حالها يقول سوف أخرج وأعود مرة تلو أخرى , حتى أن إحداهن متزوجة وهذه المرة الثالثة التي تقضي فيها محكومية بسبب خلوة مع شباب في شقة !

والأخرى التي نسألها فلا ترد علينا وتتجاهل كل ما نقول فظننتها خجلة حتى فاجأني أحد أعضاء اللجنة بنبرة قوية موجهة إليها ويأمرها أن تعود إلى مكانها وله معها شأن آخر , وحين عاتبته على هذا قال هذه هي المرة الثالثة التي يتم القبض عليها متنقلة بين المدن مع شباب وأنها أثناء التحقيق أصبح لديها من صفاقة الوجه وقوته وجرأة الكلام ما يدل على موت الإحساس لديها وإصرارها على المضي قدماً في طريق الرذيلة , وقد أقيم عليها حد الزنا غير المحصن ثلاث مرات ولم ترتدع !

مشاهدات عامة :

– التي قتلت أباها وفي سجن انفرادي توصف أنها من خير البنات وأصلحهن وقد فعلت ذلك دفاعاً عن عرضها من هذا الأب الذي اغتصبها عدة مرات فلم تجد مخرجاً إلا قتله , وقد أحسن القاضي حين أصدر حكماً بالسجن فقط مع اعتراض بقية العائلة ومطالبتهم بالقصاص .

– هناك طفلاً مولوداً في حضن إحدى الجالسات وحين نادينا باسمها كانت القضية ( حمل سفاح ) فنقلته إلى حضن جارتها وقامت إلينا ثم رأينا الطفل يتنقل بين أحضان الفتيات ويتناهى إلى سمعنا أصوات مغاغاة وإضحاك له من قبل الفتيات .

– أكثر من اسم ننادي عليهن فيأتينا الرد من الفتيات بأنها في المستشفى لديها وضع , والقضية أمامنا ( حمل سفاح )

– عدة فتيات يرفضن التنازل عن المولود وتقول ربما لا يحملني مستقبلاً إلا هو !

– إحداهن وافق أهلها على أخذها بشرط أن تتنازل عن المولود فرفضت ذلك وأصرت على بقاءه معها وبعد أقل من خمس دقائق نحاورها حول أن تتنازل عنه إلى حضانة اللقطاء وافقت ( وقد تعجبنا من هذه السرعة في تنازل أم عن رضيعها مما يدل على أنها في وضع نفسي سيء وقد وصلت إلى درجة من التبلد عجيبة )

– أخرى مكتوب أمامها ( حمل سفاح ) وحين قلنا هذا قالت وبهدوء قاتل : لا لا أنا قضيتي هروب فقط وليس حمل سفاح ( مما أعطانا مدلولاً أن كلمة حمل سفاح أصبحت كلمة باردة جداً لديهن بدلالة أنها تنفيها ببرود ولم تنفعل أو يظهر منها استعظام لهذه الكلمة )

– إحداهن كانت مضرب المثل في قريتها إذ أنها الوحيدة التي دخلت الكلية من هذه القرية وليس قبلها أحد فأصبح الكل ينظر لها بإعجاب وكانت أمها مطلقة وهي تتنقل بين أمها وأبيها بكل حرية ودلال دون رقيب أو حسيب وتعرضت في طريقها لعدة تحرشات واجهتها في البداية بصرامة ولكن مع كثر المساس قل الإحساس حتى سلكت طريق الرذيلة فأصبحت تستأذن والدها في زيارة أمها فتذهب إلى عشيقها حتى سلبها شرفها .

– إحداهن قامت بقتل رجل حاول الاعتداء على عرضها وهي صغيرة البنية جداً في جين أن المقتول ضخم الجسم , ويتم الضغط عليها لتخبر بمن أعانها على القتل وهي تعيد وتكرر بإصرار عجيب أنها هي القاتلة فقط لا غير .

– وامرأة متزوجة أخرى تصرخ وتبكي بحرقة في أنها بعض المرات توضع بحبس انفرادي ويتم نسيانها حتى أنها ربما تقضي الحاجة على نفسها دون أن يستمع أحد لنداءاتها كما تقول .

– وأخرى تقول تم حرماني من أطفالي منذ ما يقارب السنة للضغط علي لكي أعترف بقضية قتل وأنا منها بريئة . ( أحد أطفالها لا زال رضيعاً ) .

– العديد منهن دخلن هنا بسبب قضية بسيطة مثل مضاربة أو هروب من قسوة زوجة الأب فاختلطت بفتيات بهذه الدار أثرن عليها سلباً فخرجت ثم عادت مرة أخرى بقضية أخلاقية !

وهذا غيض من فيض ومالم أذكره أكثر بكثير مما ذكرته

ما هن في أمس الحاجة إليه :

وهذه جملة آراء وبإمكانك أخي القارئ أن تضيف مما لديك أو تبادر بحلول عملية إن كان لديك صلة أو علاقة مباشرة أو غير مباشرة .

– إرشاد شرعي ديني توعوي وقيام دروس علمية دينية تربوية

– إرشاد نفسي , إذ أن العقد النفسية لديهن بشكل رهيب لا يكاد يوصف .

– برامج ثقافية ترويحية كأنشطة المدارس يتم التخطيط لها من قبل الكليات والمعاهد والثانويات وتُنفذ في هذه السجون لهؤلاء الفتيات , ويتم اختيار المشاركات بعناية إذ أن الوضع في منتهى الحساسية وهناك فتيات في هذه السجون في منتهى الوقاحة وطول اللسان .

– قيام الكثير من الأخوات الصالحات المصلحات بالزيارة وفق جدول وطرق معينة للاحتكاك بهؤلاء الأخوات وتوعيتهن وإيجاد صداقات معهن لرفع معنوياتهم وقيادتهن إلى بر الأمان .

– مخاطبة أصحاب الشأن والقرار بإعطاءهن قسطاً من الحرية والخروج المراقب لرفع المعنويات وتخفيف العقد النفسية ( للتائبات واللواتي أنهين محكومياتهن )

– الزيارة من قبل أصحاب الكلمة المسموعة في كل مدينة لأهالي الفتيات اللواتي أنهين المحكومية وتذكريهم بالله عز وجل وإيجاد حلول لقبول هؤلاء الفتيات في بيوتهن مرة أخرى .

– الكثير منهن تريد زوجاً وهي موافقة عليه قبل أن تراه وكل شرطها أنه يخاف الله فيها ولا يعذبها ويوفر لها المسكن والطعام والشراب فقط لا غير .

وقد ترددت كثيراً والله قبل كتابة هذا التقرير لعلمي أنه سوف يسهر البعض منكم ليله الطويل وهو يتقلب على فراشه خوفاً وتوجساً وريبةً أو ربما تكذيباً .

ولكن كان لابد أن نضع يدنا على الجرح ونضغط عليه ليخرج قيحه وصديده ليتسنى لنا بعد ذلك علاجه ودفع أسبابه ومحاربة دعاة الرذيلة الذين سهلوا طرق الفواحش ثم تخلوا عن هؤلاء الفتيات حين وصلن إلى هذا المكان .

أقف هنا

قاله وكتبه

وادي الحرمان

وحسبه الله ونعم الوكيل

_________________________________
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك اذا فعلت عظيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Scroll to Top