“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />
طالب أكاديميون وطلاب بضرورة تقليل نصاب المرشدين الطلابيين وإعطائهم صلاحيات إدارية حتى يستطيعوا القيام بدورهم الإرشادي شبه المفقود حاليا، نظرا لأن الإرشاد الأكاديمي يعد أهم مقومات نجاح العملية التعليمية في نظام مؤسسات التعليم العالي. وطالبوا بإيضاح النظم وتفعيل الأدوار في هذا الشأن.
وفي هذا السياق، أشار الطالب أحمد الشيخ إلى أن دور الإرشاد الأكاديمي غائب تماما حيث يقضي الطلاب أربع سنوات دون احتكاك مباشر بالمرشد الطلابي المختص، مؤكدا أن الطالب يقدم ملفا خاصا للمرشد ثم تنتهي علاقتهما بعد ذلك، فيما لا يعرف كثير من الطلاب مرشديهم، إلا خلال تسلم نتائج الفصل الدراسي أو استلام الجداول الدراسية. وقال إن المشكلة تكمن في وجود أسماء مرشدين ضمن الجداول الدراسية للطلاب ولكنهم في الحقيقة غائبون عن دورهم إما لأنهم في حالة تفرغ لإكمال الدراسات العليا أو لأنه انتهت فترت عملهم في الكليات والجامعات وخاصة المعلمين غير السعوديين.
وتساءل: كيف يكلف شخص بمثل هذا العمل وهو خارج أسوار المؤسسات التعليمية.
وعلق الطالب إبراهيم عسيري بجامعة الطائف قائلا إن الإرشاد مصطلح ارتبط بصورة مهتزة بمخيلة الطالب من خلال المراحل التعليمية الأولية حيث يتذمر الطالب من اسم المرشد مما يجعله كثير الابتعاد عن استخدام هذه المصطلحات والبعد عن معاملات تتعلق بالمرشد والتي أتت موافقة لقصور المؤسسات التعليمية في التعليم العالي من إيضاح دور المرشدين والأعمال التي يتوجب على المرشد تقديمها لطلابه وما له وما عليه، بالإضافة إلى وضع برامج تؤكد للطلاب المستجدين دور المرشدين وإيجابيات التعامل معهم لما يعود عليهم بالفائدة. كما أن مؤسسات التعليم العالي تفتقد للكثير من الأساسيات التي تقدم للمرشد حيث إن غالبية الأكاديميين الذين يتم التعاقد معهم والمعيدين سرعان ما يسند لهم دور الإرشاد الأكاديمي دون إرهاق هذه المؤسسات في إجراء دورات تدريبية في مجال الإرشاد للأكاديميين وخاصة أن غالبية المعلمين يختلفون في معاملاتهم وعاداتهم عن طبيعة المجتمع السعودي وخاصة المتعاقدين مع التعليم العالي.
وأبان الطالب عمر النمري أن المشكلة لا تتوقف عند المهام التي تسندها الكليات والجامعات للمرشدين بل تتعداها إلى أبعاد أخرى، فلا يوجد من يقوم بمثل هذه الأدوار حيث إن هذه المرحلة السنية تعد مرحلة خطرة في حياة الكثير من الطلاب، وهناك الكثير من حالات الانحراف بين طلاب التعليم العالي الذين قد يحملون أفكارا مخالفة للدين والأنظمة الأمنية مما يتطلب وجود الإرشاد بما يحتويه من مهام ومشاركة الطلاب في الكثير من مشكلاتهم سواء العلمية أو المعيشية والتي تحقق لهم ايجابيات وتنعكس على سلوكياتهم. وأضاف أن هناك إغفالا ملحوظا من قبل المرشدين لمثل هذه الجوانب الأساسية في نظم التعليم والتي تنطلق من التربية والتعليم التي تعطي مؤشرا قويا بأن الإرشاد يعد تكليفا إضافيا للأكاديميين غير ملزمين بتأديته على أكمل وجه وكأنه تنفيذ لخطة على الورق دون فاعلية في مضمون هذه التعاملات.
ويشير الطالب خالد الحارثي إلى أن من أبرز مسببات ضعف الإرشاد غياب المتابعة المستمرة من الإداريين في المؤسسات التعليمية لتفعيل دور الإرشاد بالإضافة إلى قصور الكثير من أولياء أمور الطلاب في السؤال عن أبنائهم وكأنه اعتقاد من الإداريين وأولياء الأمور بأن الطلاب قد بلغوا سنا لا يحتاجون فيه لإرشاد وتوجيه وأنهم بلغوا ذروة النضج العقلي والعلمي، مغفلين الظروف الخارجية والمؤثرات العصرية التي قد تهدم الكثير من قيم هؤلاء الطلاب في ظل غياب الرقابة وتوجيه النصح والإرشاد بالإضافة إلى أن الإرشاد عامل مهم لرفع المستوى العلمي للطلاب لكونه يسند إلى أكاديميين يعلمون الكثير من الأمور التعليمية في سلم التعليم العالي والذين لو قاموا بدورهم على أكمل وجه لاستطاعوا رفع مستوى الطلاب والرقي بتحصيلهم العلمي.
وأشار إلى غياب دور المرشدين في توجيه الطلاب في اختيار المواد الدراسية حيث تنتهي مهمة المرشد عند تسليم جدول الطالب الأمر الذي انعكس بصورة سلبية تمثلت في ارتفاع عدد الطلاب الذين تم فصلهم من الكليات والجامعات في فصل دراسي واحد. كما أشار إلى أن بعض المرشدين يضعون ساعات مكتبية لمراجعة الطلاب يصعب أن تتفق معها، بل إنها روتين تم الالتزام به دون تفعيل، الأمر الذي يصعب على الطلاب التواصل مع معلميهم إلا أثناء المحاضرات التي ليست ملكا لطلاب دون آخرين بل ملك للجميع تكسر الخصوصية في أمور الطلاب، والتوجه إلى التزام الصمت دون التحدث بها أمام زملائهم.
وقالت الطالبة رباب العيسى إن القياسات الأخيرة التي كشفت تأخر مستوى التعليم في المملكة كان من عوامل قياس مستوياتها الإرشاد الأكاديمي الذي غاب عن مواقع الجامعات والكليات، ولم يوجد موقعاً خاصاً تعليمياً يهدف إلى تقديم النصائح الإرشادية ومعالجة القضايا الاجتماعية بطرق علمية مقننة بالإضافة إلى إتاحة خدمة المراسلة الإلكترونية للحفاظ على سرية قضايا الطلاب والطالبات إلى جانب الوقوف على المشكلات التعليمية من قبل الأكاديميين ورفض التقارير السرية للجهات المختصة لمعالجة الإشكاليات التي قد تعيق النجاح التعليمي للطلاب.
وأوضح وكيل كلية المجتمع بجامعة الطائف الدكتور عايض الزهراني أن الإرشاد الأكاديمي ليس له أي تفعيل ملحوظ في أروقة الكليات، ويفتقد إلى الأساسيات الأولى التي تنمي العلاقات المتينة بين الطلاب والأكاديميين حيث لابد من وضع برامج تدريبية للأكاديميين في مجال الإرشاد حتى يتم تقديم الفائدة المرجوة للطلاب وتخطي حاجز الروتين. كما طالب بوضع أسس متينة تقدم في قالب تعليمي وتربوي للطلاب الأكاديميين لطمس المفهوم الخاطئ لدور الإرشاد الذي يعلق بأذهان الطلاب ومد جسور متينة بين المرشدين والطلاب وزرع الثقة في نفوس الطلاب حتى يتمكنوا من التواصل مع المرشدين ونقل معاناتهم وطرح قضاياهم بكل ارتياح.
ودعا الزهراني الإدارات الأكاديمية إلى وضع حد صارم في نظام الساعات المكتبية للأكاديميين وتفعيل نشاطها حيث لابد من تقليل عدد الساعات ونصاب المعلم الأكاديمي الذي يوكل إليه الإرشاد الطلابي حتى يتمكن من تقديم كل ما لديه دون وجود ضغوط خارجية تعيق التواصل بينه وبين طلابه، بالإضافة إلى منح المرشدين صلاحيات إدارية لمتابعة الأمور التي تتعلق بطلابهم داخل أسوار المؤسسة التعليمية وخارجها.
وأشار وكيل جامعة الطائف الدكتور عبدالله العبادي إلى أن الإرشاد الأكاديمي واحد من الركائز الأساسية التي تعتمد عليها العملية التعليمية ومنجزاتها المتعددة، فالأسلوب الأكاديمي المتبع في الجامعات يعتمد على الخطط والبرامج المدروسة والخطط الدراسية وأساليب تنفيذها ويعنى الإرشاد بهذه الجوانب وتحقيقها، ويكون بوصلة التوجيه الفاعلة لعناصر الكيان التعليمي المتلقي وهو الذي يرسم الخطط ويحدد الخطوات والمهام ويتابع نتائج النجاحات لتفعيلها وإبراز الفشل ومعالجته، ولو استطاع الإرشاد الأكاديمي أن يؤدي الدور المناط به لكانت العملية التعليمية ناجحة نجاحا تاما، فيشهد التعليم العالي تطويرا متلاحقا وتميزا ذاتيا في مستويات الأداء والإنجاز الأكاديمي.
وأضاف أن مخرجات التعليم أثبتت تفوقها في مجالات عديدة وثبات عطاءاتها وأن السلبيات الملحوظة التي يمكن أن تؤثر على مستوى أداء الإرشاد الأكاديمي هي عدم التفاعل بين أجزاء المؤسسة المعنية بذلك وعدم الاهتمام بهذا الجانب، وقد يكون ذلك التراخي ناشئا عن تفكير مضاد أحاديا كان أو جماعيا، ويمكن التغلب عليه بالتثقيف القائم على الأدلة والبراهين وإظهار الدراسات القائمة على الاستنتاجات الحقيقية وكذلك اهتمام القائمين على الشأن الأكاديمي بتفعيل دور الإرشاد بكل السبل الفاعلة والأساليب الموضوعية.