“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />
سائلان يرجوان خزيمه أن يجود عليهما، لكن خزيمة لا يملك ما يجود به عليهما سوى ردائه ، وفجأة يطل عكرمة متلثما، ويسمع ما يدور بين خزيمة وسائليه ، ويتدخل باعطاء خزيمة كيسا من المال ليجود به عليهم ، ويرفض خزيمة في باديء الأمر بحجة أن هذا المال من المال العام ، ولا يجوز تبذيره إلا أن عكرمة يؤكد له عزمه على إغاثته وأنه هو "جابرعثرات الكرام " إذا ما ألمت صروف الدهر.
ويرفض إبداء هويته له حينما سأله عن اسمه ويجود خزيمة بجزء من ذلك المال ، ويحسن بالباقي حياته ، لكن قصته هذه لم تبق في حيز الستر؟إذ سرعان ما انتقلت الى مركز الخلافة بدمشق ، فيعلم بها الخليفة الأموي سليمان بن عبدا لملك ، فيرسل وفدا الى خزيمة الذي كان واليا عنده على هذه المنطقة. ويدور حوار بين خزيمة الوالي وبين رئيس وفد الخليفة.. نستشف منه رضاء الخليفة عليه وتقديره له بتأكيد ولايته بصورة رسمية حيث ناوله رئيس الوفد خطاب الخليفة له بهذا الشأن. كما أن هذا الخطاب من طرف آخر يتضمن تنفيذ الحكم بالسجن على عكرمة من جراء تهمة ألصقت به. ولم يستطع الدفاع عن نفسه فيها، وهي "اختلاس المال العام "… ولم يكن خزيمة يعلم بأن ذلك المال المختلس هو الكيس الذي أعانه به ذلك الرجل الذي جاءه على حين غفلة ، ويسر له مطالب سائليه. كما لم يكن يعرف كلية أن ذلك الشخص هو عكرمة بن ربعي الفياض ، لأنه أخفى اسمه وستره وهنا أيضا لم يعرف أن هذا الرجل المحكوم عليه ، هو الذي أعانه ، لهذا نفذ خزيمة أمر الخليفة بالسجن وطال السجن به ، ويتعلل خزيمة لكل من جاء يشفع له بعظم ذنبه ، حتى يئس الناس من إطلاق سراحه ونتيجة لذلك أرسلت امراته رسولا الى خزيمة.. ويدور حوار طويل بينه وبين الوالي ، يذكر فيه ذلك الرسول صفات (عكرمة ) ومناقبه في الكرم والجود، والمروءة واعانة المحتاج ، وجابر عثرات الكرام ، كما يذكر الوالي بأن (عكرمة ) قد جاد عليه ذات يوم في أثناء محنته ؟ إذ يقول له:
ويكتشف خزيمة بشاعة فعلته ، بعد أن عرف أن ذلك الرجل الذي أطل عليه ليلة عسره: هو عكرمة الفياض. وهنا يخالجه الندم ، فيذهب فورا الى عكرمة وهو في السجن.. ويقدم له اعتذاره عن عدم معرفته له وعلى خطئه في حقه ، وما لحقه من عذاب السجن بسبب ذلك ويرمي خزيمة قيود عكرمة ، ويأخذ بيده ويعتذر له اعتذارا متكررا، ثم يذهب به الى الخليفة سليمان بن عبدا لملك: وهناك يشرح خزيمة للخليفة خطأه في سجن عكرمة ، وأنه ليس بسارق خزانة دولته ، ، بل هو رجل نبيل شجاع ذو مروءة أغاثه وقت سحنته ،وجاد عليه في عسره وهنا يعجب الخليفة بموقف عكرمة ذلك ، ويأمر له بالولاية على (أذربيجان وأرمينيا ).
وتصفو علاقة عكرمة بخزيمة ،ويسمو موقف عكرمة ، وصبره وقدرته على تحمل أعباء السجن بغية الحصول على المجد الخلقي الذي لا يضاهى.
[FONT=Verdana][COLOR=sienna][COLOR=blue]
[CENTER][U][I][SIZE=1][flash=https://members.lycos.co.uk/samyas1001/up01/ar/22.swf]WIDTH=400 HEIGHT=150[/flash][/SIZE][/I][/U][/CENTER]
[/COLOR][/COLOR][/FONT][CENTER][B][EMAIL="alsahli@hotmail.com"][COLOR=magenta][U]alsahli@hotmail.com[/U][/COLOR][/EMAIL][/B][/CENTER]