ضبط النظام داخل القسم

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

بسم الله الرحمن الرحيم
مع بداية الموسم الدراسي الجديد ، يسعدني أن أقدم إلى إخواني الأعزاء هذا الموضوع الهام ، الذي لا يمكن لأي معلم أو أستاذ أن يستغني عنه مهما كانت خبرته في الميدان ، لأن أشد ما يؤرق المربي في تأدية مهامه داخل القسم هو الانضباط وحفظ النظام فإن كان سائدا فقد حقق ما يصبو إليه ، والإدارة التربوية يبدأ حكمها الأول على المعلم أو الأستاذ من خلال الانضباط الذي يوفره داخل الصف.
الموضوع كان قد نشر في : سلسلة موعدك التربوي في عدده:14 التي يصدرها المركز الوطني للوثائق التربوية ، التابع لوزارة التربية الوطنية عندنا.
ولأهميته كما أشرت سابقا أنقله لإخواني في حلقات متتالية حتى يستفيد منه الجميع .

ضبط النظام داخل القسم
.

يمكن أن نعرف الانضباط المدرسي بأنه التزام التلميذ بالسلوك الحميد والأنظمة والتعليمات الأنظمة لعمل المدرسة ، وحفظ حقوق الآخرين والممتلكات العامة والتركيز على نجاح عملية التعليم والتعلم.
وتحقيق النظام والانضباط داخل القسم مهمة من مهام المدرس القيادي ، ولا يمكن فصلها عن المهام والوظائف الأخرى الموكلة للمدرس، وهي ليست غاية في حد ذاتها لأن الغرض منها هو جعل القسم بيئة مشجعة على التعليم والتعلم، تتحقق فيها الأهداف التربوية التعليمية المرسومة.
وهي مهمة تشكل قلقا مهنيا طبيعيا بالنسبة المدرس خاصة المبتدئ الذي يتساءل عن مهارة ضبط النظام داخل القسم، وعن كيفية التعامل مع الممارسات غير المرغوب فيها، والتي تحول دون السير الحسن للعملية التعليمية التعلمية.
ومهارة ضبط النظام داخل القسم هي مجموع السلوكات التي يقوم بها المدرس بدقة وبسرعة وبقدرة للتكيف مع معطيات المواقف التدريسية قصد منع وقوع المشكلات داخل القسم قبل حدوثها أو التعرف عليها وفهم أسبابها وقت حدوثها ومن ثم التعامل معها بالأسلوب الذي يناسبها بهدف التخفيف من حدتها أو إيقافها تماما.
أهمية النظام والانضباط داخل القسم :
الانضباط والنظام عنصر مهم وأساسي في أي مجتمع من المجتمعات لتحقيق أهدافه وسلامة أفراده، فجميع المؤسسات الناجحة تتميز بأنها بنيت على احترام السلطة ومن يمثلها وأنظمتها وقوانينها. والانضباط المدرسي له أهمية كبيرة في المؤسسات التربوية بمختلف مستوياته، إذ أنه محور العملية التربوية ، وأساس نجاحها وتحقيق أهدافها ولا يقتصر دور الانضباط على إسهامه في الرفع من مستوى التلميذ بل يتعدى ذلك إلى تحقيقه أحد الأهداف التربوية السامية وهو الإسهام في نوم التلميذ الخلقي والاجتماعي الذي لا يمكن أن يتحقق إلا في مؤسسات تربوية غير منضبطة، وترجع أهمية الانضباط إلى :
ـ إن الانضباط شرط أساسي للتدريس والتعلم فانضباط التلميذ يحقق للمدرس تحكما في عملية التدريس ليصبح بمقدوره إكسابهم العلوم والمعارف والمهارات التي يخطط لها. ودون الانضباط لا يمكن أن يكون هناك تدريس فعال مما قد يؤدي إلى انخفاض في تحصيل التلاميذ الدراسي . ويقدر بعض المربين أن نصف وقت المدرس في الفصل يضيع في التعامل مع عوارض خارج نطاق التدريس، ومعظمها مشكلات انضباط ومخالفات سلوكية. وفي دراسة أجريت في الولايات المتحدة طبقت على ست مدارس متوسطة وجد أن التلاميذ فقدوا 7922 يوما دراسيا أي ما يعادل 44 سنة بسبب عقوبات الطرد من الفصل أو من المدرسة وذلك خلال سنة دراسية واحدة.
ـ إن الانضباط مهم للجانب الاجتماعي في المدرسة ، فهو يسهل الاتصال والعلاقات الاجتماعية الجديدة بين التلاميذ أنفسهم ومعلميهم وإدارة المدرسة إنه يسهم في إيجاد بيئة مدرسية محببة للتلميذ ومشجعة على التعلم. ويسهم كذلك في تحقيق مجتمع ذي سلوك حضاري في تعامله مع الآخرين والممتلكات العامة وفي التزامه بأنظمة المجتمع.
ـ الانضباط يعلم أهمية التعاون بين أفراد مجتمع المدرسة أو المجتمع بشكل عام لتحقيق هدف معين. فعدم الانضباط وهدر الموارد يؤدي إلى تشتت الجهود.
ـ الانضباط يعلم أهمية التنظيم والتخطيط لإنجاز أي عمل وبدونه تعم الفوضى وعشوائية العمل، وينعكس هذا على أداء التلميذ مستقبلا عندما يدخلون سوق العمل، دون كفاءات أساسية لابد من توافرها لدى من يشغل أي مهنة من المهن.
ـ الانضباط يعلم التلميذ منذ مرحلة مبكرة من حياتهم أهمية احترام حقوق الآخرين وكرامتهم وحرياتهم
.المشكلات المخلة بعملية التعليم والتعلم:
يمكن تقسيم المشكلات التي تحول دون نجاح العملية التعليمية التعلمية إلى نوعين :
أ – مشكلات تتعلق بقضية التعليم والتعلم ذاتها :
ورغم أنها مشكلات سلوكية إلا أنها تتعلق أيضا وبشكل خاص بالمواقف التعليمية التعلمية ومن أمثلة ذلك :
– عدم قيام التلميذ بإنجاز الواجبات المنزلية.
– عدم تحضير التلميذ الدروس اليومية.
– عدم انتباه التلميذ للمدرس أثناء شرح الدرس.
– عدم إحضار التلميذ كتابه أو دفتره.
– التغيب المتكرر عن الدروس دون سبب مشروع.
– الخروج المتكرر أثناء سير الدرس.
– عدم انتباه التلميذ أو انشغاله بأمور بعيدة عن الدرس.
– عدم قدرة التلميذ على القراءة والكتابة الجيدة
– عدم قدرة التلميذ على التفكير بالعمليات العقلية المعقدة
– عدم معرفة التلميذ لطرق الدراسة الجيدة.
ومثل هذه المشكلات يتضايق منها المدرس، لكن المدرس الفعال يستطيع أن يجد لها حلولا مناسبة أو يخفف على الأقل من حدتها، وقد يمنع وقوعها بتوفير بيئة مناسبة في القسم وإشغال التلاميذ بما يفيدهم ويحسن تعلمهم.
ب – المشكلات السلوكية :
لكي يستطيع المدرس معالجة المشكلات السلوكية داخل القسم ينبغي أن تكون لديه القدرة على التمييز بين المشكلات السلوكية الفردية والمشكلات السلوكية الجماعية، وفيما يلي توضيح لكل على حدة :
1 – المشكلات الفردية :
لكل تلميذ حاجة للانتماء والشعور بأنه ذو قيمة وجدارة، وعندما يصاب بالخيبة والإحباط في إشباع حاجته للانتماء وإحساسه بقيمته الذاتية من خلال وسائل مقبولة اجتماعيا كالتفوق الدراسي مثلا، تصدر عنه رغبة منه في تحقيق هذا الإشباع سلوكات فردية غير مقبولة قد تخل بنظام القسم وتتمثل هذه السلوكات أساسا في :
أ – سلوكات لجذب الانتباه: ومن أمثلتها مضايقة الزملاء أو المدرس والسخرية منهم علنا.
ب – سلوكات البحث عن القوة والسلطة، ومن أمثلتها عصيان أوامر المدرس وتحديه.
ج – سلوكات تهدف إلى الانتقام : ومن أمثلتها العدوان اللفظي والجسدي على الزملاء.
د – سلوكات تظهر عدم الكفاءة أو القدرة ومن أمثلتها رفض المشاركة في الأنشطة الصفية.
2 – السلوكات الجماعية :
ومن أبرز فئات هذه المشكلات ما يلي :
1 – مشكلات ناتجة عن الصراعات بين مجموعات متعددة داخل القسم الواحد والتي قد يتولد حدوث شجار بينهم.
2 – مشكلات ناتجة عن عدم التزام كل أو بعض التلاميذ بالقواعد والقوانين التي تنظم القسم ، ومن أمثلتها إثارة الضجة والفوضى في قاعة الدرس، الضحك والتهريج عند اشتغال المدرس مع أحد زوار القسم، الغش الجماعي ….
3 – مشكلات ناتجة عن تأييد التلاميذ للسلوك السيئ الذي يصدر عن بعضهم أو أحدهم، ومن أمثلة ذلك التصفيق للتلميذ الذي يقوم بحركات بلهوانية من خلف ظهر المدرس.
4 – مشكلات ناتجة عن تعاضد أفراد القسم مع بعضهم ومنها تحدي أفراد القسم للمدرس، ومخاصمته لكونه عاقب أحد التلاميذ الذين يتمتعون بشعبية كبيرة داخل القسم بدون سبب مقنع من وجهة نظرهم.
5 – مشكلات ناتجة عن كره تلاميذ القسم للمدرس، ومنها محاولة الاعتداء الجماعي على المدرس بالقول أو الفعل.
6 – مشكلات ناتجة عن العجز عن التكيف: ومنها رفض التلاميذ التعاون مع مدرس جديد تم استبداله بمدرس سابق كان محا إعجابهم ومنها رفض التلاميذ تلقي الدرس في قسم جديد لكونهم يفضلون قسمهم السابق. يتبع بإذن الله ، وسيكون الجزء التالي : أسباب حدوث المشكلات المخلة بنظام القسم
أرجو من أخي الكريم المشرف العام تثبيت الموضوع لأهميته

_________________________________
إذا المرء وفي الأربعين ولــم يكن ***** له دون ما يأتي حياة ولا ستر
فدعه ولا تنفس عليه الذي أرتأى ***** وإن جر أسباب الحياة له الدهر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.