رسالة إلى معلم الغد…

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الأعزاء في هذا المدونة والمطلعين عليه:
وددت أن أنقل لكم هذا الموضوع الهام والطرح المميز الذي وجدته في أحد المنتديات والذي رأيت أنه يهم كل من حمله الله مشعل العلم أو كان على مشارف أن يتحمله ،،أرجو من الله النفع للجميع
وشكرا لكم.

(( رسالة إلى معلم الغد))
في ظل هذه الظروف التي تعصف بأمتنا وبمجتمعنا ،،
في ظل هذه الأحداث المتوالية والمتسارعة التي يصعب معها حتى التقاط الأنفاس
في ظل غزو أعلامي وثقافيٍ مركز لمحو الهوية الثقافية الإسلامية لمجتمعاتنا
في ظل غزوٍ يتركز في أساسيات محوره على شريحةٍ مهمةٍ وعظيمةٍ من شرائح المجتمع وهم ((الشباب ))
أقول في ظل هذا كله ومن خلاله أسألك سؤالا يفضي بنا إلى آخرٍ مثله ،
سؤالا نحتاج للإجابة عليه إلى عقلٍ مدرك ، وفكرٍ جادٍ وواعٍ
سؤالا يطرح نفسه : (( ماذا تريد من مجتمعك ؟؟ ))
وقبل أن تفكر في الإجابة ينطلق إليك السؤال الآخر : (( ماذا يريد مجتمعك منك ؟؟ ))
والإجابة على السؤال الثاني ولاشك كفيلةُُ بصدق بإيصالنا للإجابة على السؤال الأول ،
فالمجتمع الفاضل سيلبى احتياجات كل أبنائه ، وسيكون بمقدوره رسم ابتسامة الرضا الصادقة على قلوب أبنائه قبل شفاههم ،،
إذن ماذا يريد منك مجتمعك ؟؟؟؟ وهذا هو السؤال الأساس هنا
فهلا سألت نفسك هذا السؤال في ظل كل تلك المعطيات التي ذكرت أعلاه ،،
هل سألت قلبك بل عقلك قبل قلبك ،، كيف أخدم مجتمعي ؟؟
هل فكرت أخي وأنت ستحمل غدا راية العلم وأمانة التوجيه والنصح وصفة الأنبياء ….
كيف تكون شيئا في مجتمعك ؟؟
هل عقدت العزم على ذلك أم أن طموحك انحصر في ريالات تملأ بها جيبك وكماليات تُزين بها نفسك ؟؟!!!!
هل أدركت في قرارة ذاتك عظم المسؤولية التي ستكون ملقاة على كاهلك تجاه مجتمعك ؟
أم أن همك توقف فقط على مكان التعيين ومدته ؟!!
أخي الحبيب
من ستقف أمامهم ،ومن سينغلق عليك باب الفصل معهم … هم إخوانك ، هم شباب الغد في وطنك
فهل فكرت في غرس القيم النبيلة في نفوسهم قبل أن تغرس (( زرع وحصد )) في عقولهم ؟؟
هل أدركت أنك لابد أن تحمل في يمينك مشعلا ينير لهم دروب الحياة ويرشدهم إلى جادة الحق بدلا من حملك لعصاً ترعبهم وتخيفهم ، لتبرز بها قوة شخصيتك وتفرض عليهم نفسك ؟؟
وليتك تدرك أيضا أن الحب والإخلاص هما من يصنعا الاحترام والشخصية المميزة والمحبوبة ، فبادلهم الحب حبا والاحترام احتراما لتجنى ثمار ما تغرسه رضا ودعاء وخيرا في دنياك وأجرا ومثوبة في آخرتك
علمهم فن الحوار بدلا من إلجامهم وإلزامهم بقبول أي أمر ٍدون فهمٍ وإدراكٍ لماهية هذا الأمر ،
فنحن في زمن نحتاج فيه للحوار وللفهم والثقة بالنفس قبل التلقين وحشو الذاكرة فقط ،،
أخي الحبيب
هذا كلام مجتهد ، وهو غيض من فيض وقطرة من بحر ،
ففي القلب الكثير والمسؤولية أكبر وأعظم من أن تحصيها كلمات تكتب وحروف تسطر ،
والعزاء أنها كلمات انطلقت من قلب مشفق لتلامس عقلا مدركا ،

والله أسأل أن يحفظ شباب أمتي من كل ما يحاك ضدهم ويريهم الحق حقا ويرزقهم اتباعه ويريهم الباطل باطلا ويرزقهم اجتنابه ،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كاتب الموضوع/ عبد الكريم المطيري(كلية المعلمين بالمدينة المنورة))
نشر في جريدة المدينة يوم الأحد 17/12/1441هـ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.