“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />
دعوة للنقاش الجاد ؟ ابراهيم عقيلي (جدة)
الحرمان من حق الرعاية كإهمال بعض الآباء لأبنائهم وعدم الاهتمام بهم ولا السؤال عنهم وهجرهم يعد نوعاً من انواع العنف العائلي, ولذلك يرى كثير من المختصين في شؤون الأسرة ان هذا العنف يتمثل في قيام احد افراد الاسرة بالحاق ضرر مادي او معنوي بأحد افرادها. ويعدد المختصون انواع الايذاء التي تسبب الأذى في الرفس والعض والضرب بالقبضة والضرب بآلة حادة او غير حادة والجلد والتهديد بسلاح أو سكين او استعمالهما معاً. وفي المملكة دلت الدراسات ان 90% من مرتكبي حوادث العنف من الذكور. واكدت احدى الدراسات صحة مقولة (العنف لا يولّد إلا عنفاً) حيث اشارت الى ان الازواج الذين كانوا ضحايا اعتداءات في الطفولة هم اكثر ميلاً للعنف الأسري وان ثمة علاقة وثيقة بين سوء معاملة الاطفال والعنف في الاسرة. وان الذين عاشوا في بيئة مليئة بالعنف الاسري هم غالباً اكثر عدوانية. ويأتي هذا بعد ان اصبحت قضية العنف الاسري من القضايا التي تعاني منها المجتمعات الخليجية بشكل خاص. واشارت الدراسة التي شملت (222) شخصاً بأن 59% من الاناث و41% من الذكور من مختلف الفئات العمرية والمستويات التعليمية اتفقوا بوجود علاقة وثيقة بين سوء معاملة الاطفال والعنف الأسريعكاظ..
تعليقي: اسباب العنف المدرسي
——————————————————————————–
لا أحد يستطيع أن ينكر أن ظاهرة العنف المدرسي سلوك لا تربوي ولا أخلاقي، وأنها في محيط المؤسسات التربوية تبقى شكلاً تلقائيًا لا يتجاوز حدود حالات انفعالية تحكمها ضغوطات نفسية مؤقتة، إذ لا ينبغي أن ننسى أن المؤسسة التربوية هي خليط وتركيبة من كثير من العناصر تتفاعل، وتفعل فيها عوامل نفسية وتربوية واجتماعية كثيرة. كما أن الحديث عن العنف المدرسي يستوجب استحضار كل الفاعلين والمتدخلين في العملية التعليمية.
إننا لا نشك في كون العنف المدرسي ضد التلامذة وخصوصًا في المستويات الأولية، ما زال منتشرًا على الرغم من المنع الكلي له في المؤسسات التعليمية في معظم البلاد العربية والإسلامية.
لكن ما تطالعنا به الصحف والمجلات والدوريات والنشرات يوميًا بأحداث العنف التي تعرفها مؤسساتنا التعليمية يجعلنا نقول إن العنف قد يكون عكسيًا من المتعلم إلى المعلم، وهذا الأمر هو ما تسكت عنه غالبًا المذكرات الرسمية. إن هذا الشكل من العنف دليل على سقوط الهالة والقدسية التي كانت للمؤسسة التعليمية ولطاقمها التربوي، وتمرد على سلطة المدرسة. أليست اللامبالاة وعدم المشاركة وثقافة الصمت وثقافة التخريب للحجرات الدراسية أو تحطيم سيارات المعلمين شكلاً من أشكال العنف؟ أليست الكتابة على السبورة وعلى جدران الفصل والتأخر في الدخول إلى الفصل وارتداء اللباس الغريب أو غير المحتشم نوعًا من أنواع العنف المؤدي إلى الاستفزاز وإثارة الأعصاب والانفعال؟
ليس العنف هو الإيذاء باليد فقط، بل العنف يكون باللسان وبالكلمة، العنف كذلك بإنكار وجود الآخر كقيمة مماثلة للأنا وللنحن.
ويمكن إرجاع أسباب هذا النوع من العنف إلى العوامل التالية:
ü عوامل اجتماعية:
تتمثل في تغيير القيم الأخلاقية التقليدية الفردية والجماعية، وبالتالي تغيير نظرة المجتمع بالنسبة لدور المؤسسة التعليمية بسبب الإحباط الذي عم كل الأوساط. فضلاً عن انتشار المخدرات والكحول…إلخ، كل هذه العوامل تؤدي ببعض المتعلمين إلى اليأس وانعدام الحافز وفقدان قابلية التعلم.
ü عوامل عائلية:
تتعلق بالظروف الأسرية التي يعيشها بعض المتعلمين، فضعف الروابط الأسرية، وانسحاب الآباء وغيابهم شبه الكلي عن المؤسسة التعليمية وسوء فهمهم للعلاقة التربوية التي يجب أن تربطهم بالمدرسين وبالمدرسة، وتحميلهم مسؤولية فشل أبنائهم وهزالة نتائجهم، كل هذه العوامل مجتمعة تؤدي بالمتعلم إلى سلوك عدواني تجاه كل ما هو مدرسي وتسليط عنفه على ذاته وعلى الآخر، خصوصًا إذا علمنا أن بعض الأسر تمارس العنف على أبنائها بجميع أشكاله، وما ينتج عن ذلك من تأثيرات جد عميقة جسديًا ونفسيًا.
حيث إنه في مجتمعنا الشرقي تعتمد عدة وسائل لإخضاع الفرد/ الطفل وكسر شوكته من ضمنها العقاب الجسدي والتخجيل والاستهزاء. ونتيجة ذلك فإن العنف الذي يلجأ إليه المتعلمون هو تعبير عن رغبتهم الشعورية أو اللاشعورية بالانتقام من الأسرة ووضعها في موقف لا تحسد عليه.
ü عوامل تربوية:
يرى بعض الإداريين أن مشكل العنف المدرسي يعود أساسًا إلى المدرسين، وإلى الطريقة التي يتواصلون بها مع تلامذتهم، وإلى أسلوب الخطاب المتبع داخل الفصل الدراسي، معتبرين أن شخصية المعلم وكفاءاته وتكوينه المعرفي والبيداغوجي هي الوسائل الكفيلة باحتواء الظاهرة أو على الأقل الحد من خطورتها. ومهما كانت وجاهة هذا الرأي، إلا أنه يحاول تحويل الاهتمام عن الأسباب الحقيقية المتحكمة في هذه الظاهرة، وهي أسباب متشابكة ومتداخلة؛ فانشغالات المدرسين وظروفهم الاجتماعية والمادية ومشكلاتهم البيداغوجية لا تسمح لهم بالتقرب من الأطفال المتعلمين والعناية بهم، فتفتقد العلاقة بينهم التجاوب العاطفي والتواصل الوجداني. كما أن ضغوط الحياة المدرسية وضعف تكوين بعض المدرسين، تساهم في تثبيت ظواهر الخضوع والاستسلام والميل للعنف والعدوان. لكن وفي ظل اكتظاظ الفصول الخانق وضعف البرنامج الدراسي وطول المقررات يصعب على أي مدرس كفء تذليل هذه الصعوبات التي تحول دون تكيف التلميذ مع الجو الدراسي وإقباله على الحياة المدرسية بكل فرح وسعادة ونشاط.
إن العوامل المثيرة للعنف البدني أو الكلامي يمكن تجنبها باتخاذ إجراءات وقائية تمر عبر تفعيل العلاقات التربوية بين المتعلمين والمدرسين، وتخليص الدرس من طرق التلقي التقليدية، وإشراك التلاميذ في برامج التنشيط التربوي كالمسرح والرياضة والأعمال التشكيلية وغيرها.
[IMG]https://www.majdah.com/img2/islamic/uaekeys50.gif[/IMG]