خلل في الطائرة واعلان حالة الطوارئ

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

يحدث بعض الأحيان خلل في الطائرة وخاصة عند الهبوط ولما يعلم الناس بهذا الخلل يدب في نفوسهم الخوف والقلق وإذا تطور الأمر وُأعلنت حالة الطوارئ تنقلب الأوضاع في الطائرة إلى البكاء والصياح وحالات الإغماء
وتمر هذه اللحظات على الإنسان وكأنها سنوات
في هذه اللحظات العصيبة
يسترجع الناس ويدعون وتتعلق قلوبهم بالله ويُكثرون من التسبيح والتهليل والتوبة والإنابة والندم على الذنوب والمعاصي
وهكذا يعيش الناس تلك اللحظات و قد عقدوا العزم على أنهم إذا نجاهم الله سيتخلون على كل ما لا يُرضي الله وسيحافظون على طاعة الله
وسيكونون قوما صالحين رجالا ونساء

فالمرأة المتبرجة

والتي ضربت بأوامر الله بالحجاب وعدم أظهار الزينة عرض الحائط في تلك اللحظات عقدت العزم لو أن الله نجاها ستتخلص من جميع الملابس التي تُخالف الشرع ولن تلبس ألا ما يُرضي الله

آكل الربا

والذي كان يحارب الله ولم يبالي بتحذير الله من الربا وخطرهـ وعظيم عقابه في تلك اللحظات عقد العزم على الإقلاع فورا ولو كان يملك دفتر شيكات لصرف أمواله الربوية كلها دفعة واحدة

الظالم والمتعدي على حقوق الناس

في تلك اللحظات عقد العزم على رد المظالم والسعي لأخذ العفو والصفح ممن ظلمهم

المعاكس والمعاكسة

والذي طالما اخترقوا بيوت الناس وسعوا لنشر الشر والفساد بين أبناء وبنات المسلمين

في تلك اللحظات يشعرون بالحسرة والندامة وعقدوا العزم على إحراق جميع الاراقام وإلغاء جميع الايميلات ومراقبة الله في كل صغيرة وكبيرة

المفرطون بالصلاة والمتهاونون بها

في تلك اللحظات عقدوا العزم أن تكون الصلاة همهم الأول والأخير وأنهم سيحافظون عليها في المسجد ومع جماعة المسلمين

وهكذا
ولما ينزل الفرج من الله وتهبط الطائرة بسلام وتنتهي الأزمة
البعض يتنكر لنعمة الله وينسف جميع العهود والمواثيق التي عقدها مع نفسه بأنه سيتوب وسيكون إنسان آخر وسيفتح صفحة جديدة مع الله
وينسى أن الله له بالمرصاد وان الجزاء والحساب على مثل هذا التعامل مع الله سيكون قريبا

حول هذا المشهد يقول الله تعالى هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ ۙ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)
فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ ۖ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (23)

قال الطبري رحمه الله
مرجعكم فننبئكم بما كنتم
يقول : فنخبركم يوم القيامة بما كنتم تعملون في الدنيا من معاصي الله , ونجازيكم على أعمالكم التي سلفت منكم في الدنيا .

_________________________________

(((لمن يحب سابح ضد تيار )))
ما يعجبك من مقالاتي فأنشره بكل مدونة فالحقوق ليست محفوظة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.