تخطى إلى المحتوى

تربية الشباب في الاسلام

“1” style=”color:#7A8DBC; background-color:#7A8DBC” />

الشباب الصغير فطر على تقليد القوة والرجولة.
· مرحلة المراهقة لا تجد الاهتمام الكافي من قبل المربين.
· المعلم قدوة صالحة بخلقه وسلوكياته.
كثيراً ما نسمع أن طالباً في إحدى المدارس الغربية وخصوصاً في الولايات المتحدة الأمريكية حمل مسدساً أو بندقية وجاء لمدرسته فقتل بعض زملائه ومدرسيه وجرح غيرهم بل وبعضهم قبل أن يفعل ذلك بمدرسته فعل ذلك ببيته فقتل أباه وأمه ثم جاء ليتم انحرافه في مدرسته فقتل من قتل. وقد تكرر هذا الحادث في الغرب باعترافهم. كما امتد ذلك إلى أوروبا بعدة حوادث ظاهرة وما خفي كان أعظم.
ويتساءل المرء إلى أين تسير هذه التربية ؟ وإلى أين توجه هذه الأجيال ؟
لقد فطر الشباب الصغير- إن لم يوجه التوجيه السليم – على تقليد القوة والرجولة وحب الفردية فعندما يرى هذه الأفلام العجيبة التي يسعى منتجوها نحو الربح المادي السريع ولو أسدوا أمما وأجيالاً وهم بذلك أشبه ما يكونون بمنتجي المخدرات وهم يعلمون تأثيرها المدمر على الأجيال إلا أن الربح المادي والضمير الميت يعمي قلوبهم. فالغاية المادية تبرر عفن الواسطة لديهم هذه أسوأ ما على الأرض من تربية. من أجل هذا كانت أفلام القتل والرعب التي اعتمد كاتبوها أسلوب التشويق والإثارة واختراع شخصيات وهمية تجيد التخفي والقتل والضرب والاغتيال. وما يولده خيالهم المريض من توهمات لا أثر لها في الحقيقة بل يساهم خيال مريض في إيجادها وتطويرها حتى لكأنها تبدو من خلال الأفلام حقيقة ممكنة رغم عدم إمكانية وجودها علماً وعقلاً وعملاً. إن المرحلة التي يمر بها الشباب المراهق في الغرب والتي يجتاز خلالها الشباب تغيرات فيزيولوجية ونفسية والتي عرفها بعضهم بأنها (الاقتراب من الحلم وتعني مرحلة الانتقال من الطفولة إلى الرشد أو بأنها المرحلة التي تبدأ بالبلوغ الجنسي وتستمر حتى النضج وهي مرحلة انتقالية يتحول فيها المراهق إلى رجل بالغ أو امرأة ناضجة كما يقول (انجلش) هذه المرحلة الهامة لا تلق أي اهتمام يذكر من قبل المربين اللهم إلا إذا أراد أحدهم (أن يزيد الطين بلا) فنادى الجميع بإلغاء دور البيت كمرب ومعلم وموجه للطفل والشاب ومانع من الانحراف ولجأت الدولة لإلغاء دور الأب والأم وذلك بإعطاء الطفل الصغير على شاشات التليفزيون أرقاماً يتصل بها لو نهره أبوه أو ربه لأي سبب كان فلم يعد الأب قادراً على تأديب ولده . وإذا علمنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن). علمنا الأثر التجريبي لتدخل الدولة بين الأب وابنه بمنعه من التأديب إذا دعته لذلك الضرورة فينشأ الولد مفلوت الزمام متروك الرقابة والرعاية.
فما هو الحل إذن ؟إن الحل بلا شك هو الإسلام بمبادئه التربوية، حيث يضع أمام الآباء والمربين والمسؤولين المنهج القويم في توجيه الأبناء وتربيتهم والقيام بواجبهم وحقهم فمن مبادئ هذا المنهج القويم (في توجيه الأبناء) صونه عن كل ما يسبب له ولأنفسهم غضب الجبار ودخول جهنم امتثالاً لقوله تعالى: (يا أيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً..)[التحريم 6]. فالدين يربط الفرد والمجتمع وقيمه بصورة عامة بالخالق ويخضع هذه القيم والمعتقدات لرضاء الله تعالى فيستثير العواطف الدينية إلى تنطوي عليها النفوس البشرية . ومن مبادئ هذا المنهج استشعار المسؤولية نحو من هم حق التوجيه والتربية ليقوموا بأداء المهمة والأمانة على أكمل وجه وأنبل معنى تحقيقاً لقوله عليه الصلاة والسلام: (الرجل راع في بي أهله ومسؤول عن رعيته) [رواه الشيخان]
ومن مبادئ هذا المنهج إزالة الضرر عن كل ما يؤدي إلى انحراف عقيدتهم وأخلاقهم لقوله عليه الصلاة والسلام (لا ضرر ولا ضرار) [رواه مالك وان ماجة]. وبناء على ذلك فعلى المربين أن يمنعوا أبناءهم من مشاهدة الأفلام البوليسية غير الهادفة وكذلك من شراء المجلات الخلاعية والمنحرفة والكتب الإلحادية أي يمنعهم عن كل ما يضر بعقيدتهم .
ولذلك لجأت بعض المدارس لتبين التربية الإسلامية الحقيقية للطفل وذلك برعايته منذ طفولته المبكرة في سن الرابعة فما فوق وإبقائه في المدرسة لأطول مدة ممكنة (اليوم الطويل) فيكتسب من صفات والديه ويتقمص عندما يكبر قليلاً من صفات معلمه الذي من المفروض أن ينال إعجابه وهو المعلم القدوة الصالحة بخلقه وتصرفاته وسلوكه.
ولهذا دأبت المدرسة الإسلامية للتربية والتعليم في دبي على اختيار المعلم القدوة وأناطت به كل مواد التعليم بحيث لا يرى المتعلم أمامه سوى ذلك العالم الوالد أو الأخ الأكبر أو الصديق المثالي . فيحله أبا وقدوة فيمر بدور المراهقة وهو أعظم ما يكون منعة وأدباً وخلقاً والتزاماً ولله ولي التوفيق .

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.