النموالمهني للمعلم

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

النمو المهني للمعلم

مقدمـــة :
إن الكثير من المعلمين يفترضون أن تحسين عملهم إنما يقتصر على فاعلياتهم داخل غرفة الصف وبالرغم من أهمية ذلك فانه من المعترف به الآن أن ثمة مجالات كثيرة خارج غرفة الصف ذات أهمية قصوى في النمو المهني للمعلم .فنمو المعلم وتحسين عمله يشتملان – فيما يشتملان عليه – على التغير ولكن ما كل التغير تحسناً ، ولضمان حدوث التحسن لابد للمعلم أن يشخص باستمرار كل ما يقوم بعمله وأن يتساءل عن السبب في القيام به وعن كيفية ضمان النجاح .
إن النمو المهني للمعلم أو انعدامه لينعكس على طرائقه التعليمية ورغبته في التغير وتحسين علاقاته وكفاءاته الشاملة كمعلم ، إن الذي تتجمد طرائقه وتصبح روتينية لا يصلح للقيادة والتوجيه ، أما المعلم الناضج مهنياً فهو أقدر على تشخيص صعوباته ومواجهة حاجاته وكذلك فهو يضرب مثلاً حسناً في النمو والتقدم يحتذيه ويقتاد به طلابه وكل من حوله .

مبررات الاهتمام بالنمو المهني للمعلم :
إن عملية النمو عملية أساسية لا يمكن الاستغناء عنها لتحسين الأداء داخل المهنة وتلبية حاجات التغير ، ويرجع الاهتمام والنمو المهني للمعلمين إلى الأسباب التالية :
1الانفجار المعرفي:إن المعرفة في تغير مستمر وهي في زيادة تقتضي أن يكون المعلم على وعي ومعرفة بكل جديد ومستحدث لأن هذا التغير المعرفي سيفرض تغيراً في المناهج الدراسية التي تقدمها للتلاميذ .
2تغير المعرفة التربوية: إن المعرفة التربوية تتغير نتيجة لما تتوصل إليه البحوث التربوية والنفسية من نتائج تغير في العملية من حيث أهدافها ومحتواها وطرائقها وتعدل نظرتنا إلى التلميذ وخصائص نموه ووضع المعلم ودوره ومسئولياته .
3التقنيات الجديدة في التربية: إن ما يستجد على الساحة التربوية من تقنيات تربوية جديدة يتطلب إعادة النظر في بنية النظام التعليمي ودور المعلم ، ويخلق العديد من المشكلات التربوية تفرض على المعلم تطوير طرق تدريسه وخططه وتجديد معلوماته .
4قصور برامج الإعداد: توجد بعض أوجه النقص والقصور في برامج إعداد المعلم قبل الخدمة كأن يجد المعلم صعوبات في التعامل مع التلاميذ وعدم القدرة على التقويم بطريقة سليمة ، ويتم تدارك ذلك في برامج النمو المهني للمعلمين . هذه بعض مبررات النمو المهني للمعلمين وهي مبررات عامة يمكن استنتاجها من تغير الأوضاع العامة إلا أنه توجد مبررات شخصية تختلف من معلم لآخر في ضوء خبراته السابقة وتخصصه وجنسه وغيرها من العوامل .
أهداف النمو المهنيوبرامجه :
تختلف برامج النمو المهني باختلاف الأهداف وسوف نحدد هنا أربعة أهداف رئيسية للنمو المهني :

  1. التأهيـــل
  2. العـــلاج
  3. التجديــد
  4. الترقـــي .

أما البرامج المرتبطة بهذه الأهداف فهي :
1برامج التأهيل : يوجد في مهنة التعليم كثير من الأفراد غير المؤهلين للمهنة وهم ما يسمون " معلمو الضرورة " وهم عادة لا يحملون مؤهلات تربوية أو مؤهلات دون المستوى ، لذا تعقد البرامج لهذه الفئة من المعلمين لاستكمال تأهيلهم والوصول بهم إلى المستوى العلمي والتربوي الذي يتناسب مع وضعهم كمعلمين .
2– برامج العلاج : في كثير من الأحيان يلاحظ وجود قصور معين في أداء المعلمين سواء من الناحية التخصصية أو التربوية ، وتعقد هذه البرامج للتركيز على بعض جوانب القصور المكتشفة غالباً من خلال التقارير التي يرفعها الموجهون للإدارات التعليمية .
3– برامج التجديد : تعقد بشكل دوري لتعريف المعلم بأحدث النظريات أو عند الشروع في تطبيق مقررات جديدة أو نظم إدارية جديدة لتعريف المعلمين لأدوارهم ومسئولياتهم .
4– برامج الترقي : وتعقد غالبا للمعلمين المتوقع ترقيتهم إلى مناصب إدارية أعلى وذلك بهدف تعريفهم بمتطلبات العمل الجديد بشكل يسمح لهم بممارسة المهام التي سيقومون بها مستقبلاً .

أساليب النمو المهني للمعلمين :
هناك عدة أساليب متبعة في النمو المهني للمعلمين وتختلف هذه الأساليب باختلاف الهدف من النمو المهني وطبيعة الأفراد ومستواهم العلمي ، ويمكن بصفة عامة تحديد هذه الأساليب بالأنواع الآتية :
1زيارات الصفوف : ويتم من خلالها اكتشاف الحاجة لتنمية العلم مهنياً وتنقسم إلى ثلاث مراحل :

أ – مرحلة ما قبل الزيارة : وتشمل المعرفة السابقة عن المعلم .
ب- مرحلة الزيارة : ويلاحظ فيها أوجه القصور لدى بعض المعلمين .
ج- مرحلة ما بعد الزيارة : علاج أوجه القصور لدى المعلم .

2– أساليب النمو المهني النظرية : ومن هذه الأساليب نذكر :
أ- المحاضرة : وتستخدم لتدريس عدد كبير من الأفراد ومن مميزاتها أنها رخيصة التكاليف لكنها تقلل من فرصة المناقشة والجواب .
ب- حلقات المناقشة : تفيد بشكل كبير في برامج النمو المنهي حيث يتم فيها الحوار والنقاش وتبادل وجهات النظر للوصول إلى فهم أفضل للقضية التعليمية المطروحة ووضع بدائل وحلول. وتتم عادة بعد إعطاء المحاضرة أو بين أفراد لديهم معرفة سابقة بموضوع النقاش .
ج- الندوة : ويتم فيها اختيار بعض الأفراد ممن لديهم معرفة سابقة بموضوع الندوة لعرض خبراتهم على باقي الأعضاء ثم تطرح الآراء للمناقشة للخروج بتصورات معينة حول موضوع الندوة .
د- اللجنة : ويقصد بها تقسيم مجموعة من المعلمين إلى لجان تختص كل لجنة بمناقشة بعض جوانب الموضوع المطروح ثم تعرض النتائج على باقي الأعضاء وتنشر في صورة تقرير أو كتيب .
3- أساليب النمو المهني العملية : ونذكر منها :

أ- العروض العملية كالتدريب والورش .
ب- الزيارات الميدانية المتبادلة بين المدرسين والمدارس .
ج- الرحلات العلمية إلى المواقع التي يمكن الاستفادة منها بما يتناسب مع التخصص وهي تساهم في خلق جو ودي ، ويمكن خلالها أن تطرح مشاكل التعلم .
د- التدريب المتنقل كأن يأتي المدربون إلى مكان المعلم ليستفيد منهم خاصة في الأماكن النائية.
هـ- البعثات .
و- المؤتمرات العلمية .

4– أساليب النمو المهني الذاتية :
على المعلم أن يتحمل مسئولية تنمية مستواه المهني ولا ينتظر عقد الدورات التدريبية ومن وسائل النمو الذاتي على سبيل المثال : التعليم عن بعد بالمراسلة ، التليفزيون التعليمي ، التعليم المبرمج واستخدام الكمبيوتر ، وهناك التثقيف الذاتي عن طريق القراءة وزيارة المكتبات والاتصال بالمتخصصين في المجال .

ويجب أن نشير في النهاية إلى نقطة هامة في النمو المهني وهي زيارات المشرفين وتوجيهاتهم وتعليقاتهم لأنهم يقدمون للمعلم أفضل الخبرات وأنفعها من خلاصة خبراتهم الطويلة . كذلك يجب ألا نقلل من أهمية توجيهات المدرس الأول .
إن مسئولية النمو المنهي لأي معلم هي مسئولية المعلمين ككل في مناقشاتهم المستمرة وتناقل خبراتهم التعليمية ، كما أنه تقع على عاتقهم مسئولية رفع المكانة الاجتماعية للمعلم من خلال تحسين أدائهم المهني في مهمتهم التربوية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.