القات دمر شبابنا

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />


نقلا عن جريدة عكاظ : القات :
القات آفةٌ ابتلي به بعض الناس وتحولت إلى ظاهرة دعت الكثير من المثقفين والمصلحين والعلماء إلى الوقوف في وجه هذه الظاهرة التي حاربها النظام ومنع تعاطيها أو زراعتها أو ترويجها.. القات تلك الشجرة (الآفة) التي أدت إلى العديد من المضار الصحية والاجتماعية وأدت إلى تعطيل الكثير من العقول والقدرات التي تحتاج إليها تلك المجتمعات، بل قد تكون في أمس الحاجة إليها جعل منها القات شبه مشلولة وقتل الطموح في داخلها.

علي عماشي/ جازان
آفةٌ ابتلي به بعض الناس وتحولت إلى ظاهرة دعت الكثير من المثقفين والمصلحين والعلماء إلى الوقوف في وجه هذه الظاهرة التي حاربها النظام ومنع تعاطيها أو زراعتها أو ترويجها.. القات تلك الشجرة (الآفة) التي أدت إلى العديد من المضار الصحية والاجتماعية وأدت إلى تعطيل الكثير من العقول والقدرات التي تحتاج إليها تلك المجتمعات، بل قد تكون في أمس الحاجة إليها جعل منها القات شبه مشلولة وقتل الطموح في داخلها.
مضارٌ في الصحة وهدرٌ في المال وحياة بؤس لا يستشعرها إلا تلك الأسر التي تحول عائلها إلى ملازم دائم لمجالس القات.. أجساد نحيلة وقلق دائم وأذهان شاردة وعقول تسبح في عالم الأوهام, تبني أحلامها من الخيال. مجتمع شبه معطل وهمم مسلوبة أصبح قمة الطموح لدى البعض كيفية الحصول على تلك الشجرة ليقضي جل وقته في مضغها.
عادة سيئة لو حاسب الشخص نفسه حسابا بسيطا لوجدها أسمى وأفضل من بقائها تمضغ شجرة مخزية لساعات طويلة وهي بلا شك من سمات التخلف.
ظاهرة أعاقت تنمية المجتمع والتهمت موارده وجعلت أفراده يعيشون حالات من البؤس جعلت من العقلاء يضطلعون بدورهم لدراسة تلك الأضرار كونه أصبح مشكلة تحتاج إلى علاج بل علاج سريع. الكثيرون من الغيورين على دينهم ووطنهم ومجتمعهم حاربوا تلك العادة لما رأوه من المضار الصحية والاجتماعية على أفرادها وتصدوا لها بفكرهم وأقلامهم وندواتهم.
الشيخ إبراهيم كداف بن علي المشرف التربوي بإدارة التربية والتعليم بمحافظة صبيا أحد الذين اضطلعوا بدورهم في محاربة تلك العادة، حيث قام بعمل بحث عالج فيه الموضوع بطريقة موضوعية وجمعه في كتيب قيم تحت عنوان (لمحات ولفحات في مشاكل القات وهدره للأوقات) قدمه فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين وراجعه الدكتور محمد مطر الحربي الأستاذ المشارك بكلية الصيدلة – جامعة الملك سعود.
تصنيف القات:
يعد نبات القات من فصيلة سيلا ستراي
calastrus ويسمى سيلاسترس اديولس celastrus edulis ويعد من بين أقدم النباتات في العالم أو منتجات النباتات التي يمكن تعاطيها وهو من النباتات التي لا يعرف عنها إلا القليل خارج مناطق تعاطيه.. والقات catha edulis من النباتات الطبيعية بشرق إفريقيا ويجود نموه على المنحدرات الرطبة ما بين 4000 و9000 آلاف قدم ويمتد انتشاره حتى جنوب إفريقيا وامتد إلى جنوب الجزيرة العربية. ويتحدث الشيخ كداف عن الشكل الظاهري لنبات القات:
الشكل الظاهري:
الجذور: تنمو تحت التربة إلى مسافات عميقة حسب عمر الشجرة حيث إن بعضها يعمر ما يقرب مائتي سنة.
الساق: خضراء اللون أسطوانية ملساء ذات نهاية مفلطحة نوعا ما وذات عقد منتفخة وهو يحمل الأغصان الأوراق وتحمل على الأغصان بواسطة أعناق قصيرة ومستديرة يبلغ طولها (3 – 7 سم) وعرضها ما بين (1 – 4 سم) تقريبا والنصل بيضي الشكل ناعم وحوافه منشارية مسننة لونها بني محمر داكن عند نهاية التسنن, ويبرز العرق الوسطي على كلا السطحين ويكون أكثر وضوحا على السطح السفلي والأوراق الطازجة تكون خضراء زاهية وعندما تجف تصبح خضراء داكنة وللأوراق رائحة خفيفة مميزة تتضح أكثر عند الضغط عليها بالسبابة والإبهام ضغطا شديدا أو عند تمزيقها.
الأزهار: تحمل على الساق والأغصان وتخرج من العقد وتوجد على الأعضاء الذكرية والأنثوية على نفس الزهرة
البذور: تتكون عقب تلقيح الزهرة ذاتيا ثم تتساقط ولكنها لا تستعمل في عملية التكاثر.
قطف الشجرة:
بعد العناية بالنبتة تبدأ عند وقت معين بالإنتاج ويسمى ذلك (القطف) ويختلف طول الغصن حسب الجودة ورؤية المزارع نفسه فهناك من يقطف الغصن بطول يتراوح من (25 – 150 سم ) ومنهم من يقطف (10 – 30 سم ) ولكن على الرغم من طول أو قصر الغصن المقطوف إلا انه لا يستفاد إلا من البراعم والأوراق الصغيرة الغضة التي تكون في رؤوس الأغصان.
جمعه وبيعه:
بعد عملية القطف يبدأ في جمعه في قطع من القماش أو الخيش المبلل بالماء كي تحفظ له نضارته ثم يجزأ عند البيع إلى حزم صغيرة لكل منها سعره المناسب.
مجالس التخزين:
ثم يبدأ الباحث في شرح عملية التخزين من البداية والمواعيد المعتادة يتحدث الباحث: إن بداية التخزين تبدأ بتجهيز غرف خاصة بالفرش والأرائك والمتاكي والشيش وترامس الماء والتلفزيون أو المسجل وتحضر أكواب الشاي وفناجين القهوة إلى غير ذلك من متطلبات الجلسة وتسمى تلك الغرفة بالمتكى أو غير ذلك من المسميات تقريبا:
* تبدأ الجلسة ما بين الساعة الثالثة والسادسة مساء في الغالب.
* بعد نهاية التخزين التي تمتد إلى ست أو تسع ساعات يُخْرَجُ المخزون من الفم ثم يرمى ويبدأ تناول القهوة ثم الشاي وتسمى هذه العملية في بعض الأماكن بالتنكيب.
* التخزين يتم غالبا في غرف مكتومة حيث تجد العرق يتصبب من المخزنين أثناء عملية التخزين والدخان المتصاعد من الشيش والسجائر لا يخفى على الجميع ما يسببه من أمراض الصدر والعيون بشكل خاص.
مثالب المجالس
يرى الباحث ان لمجالس التخزين مثالب ومعايب تكفي العاقل اللبيب للحكم على تناول القات بالتحريم ومن معايب ومثالب مجالس القات ما يلي:
* دوام الخروج من المنزل للجلسة المعتادة ليليا دون تخلف ولا كلل ولا ملل إلا في حالة السفر أو المرض الشديد وهذا الخروج قد يستمر إلى عشر ساعات يوميا ويرى الباحث بعد توزيعه لوقت المخزن ان الزمن الذي يقضيه مع أهله ليس سوى ساعة واحدة تقريبا، حيث رأى ان خروج المخزن للتخزين قد يستمر عشر ساعات يوميا فإذا كان موظفا فانه يقضي سبع ساعات في عمله وعشر في التخزين وست ساعات للنوم فلم يتبق سوى ساعة واحدة قد يقضيها مع أسرته!!
* دوام الجلوس في البيت لاستقبال الجلساء ليليا مما يسبب حرجا شديدا لأسرته حيث إن بعض الناس قد أصبحت بيوتهم مأوى لتلك الجلسة اليومية التي تسمى بالمتكى أو مكان (التقريحة) أو قد تكون الجلسة في مكان يستأجر من قبل المجموعة لهذا الغرض.
* ويرى الباحث ان من عيوب مجالس التخزين التحدث فيما لا فائدة فيه من قصص خرافية وغيرها، إضافة إلى التحدث فيما حرمه الله من الغيبة والنميمة وهتك إعراض الناس وأكل لحومهم والعكوف على اللهو والغناء في اغلب وقت الجلسة.
* تأخير وقت الصلوات عن أوقاتها أو تركها بالكلية.
* إفشاء الأسرار الزوجية التي بين الأزواج أو بين المرء وأخيه.
* مقارفة المنكر وحضوره والرضا به.
* عمل المصائد والتخطيط للأضرار بالناس وإيذائهم حيث وجد أنها تنطلق من بعض تلك المجالس كما يراها الباحث.
* انتشار بعض الأمراض والأوبئة بين أولئك الجالسين.
جدول مخزني القات
وضع الباحث جدولا لمخزني القات وهو جدول مكرر كما يراه على مدى سنين طويلة دون كلل أو ملل، فالطالب والمعلم والموظف والعاطل والمتزوج والأعزب ومن جاوز الستين ومن لم يتعد الثلاثين الكل في ذلك سواء إلا ما ندر. جلسات متواصلة من بعد صلاة العصر أو قبلها إلى ما قبل منتصف الليل أو ما بعده لا يقطع تلك الجلسات إلا موتا أو سفرا أو مرضا بل ان هناك من ابتلي بالمرض وهو على فراشه ولا يزال يتناوله.
وجدول المخزن لا يخلو من التالي:
– بعد العودة من العمل ان كان موظفا يبدأ بالمرور على بائع القات فيشتري منه التخزينة.
– الرجوع إلى المنزل والخلود للنوم إلى وقت الغداء وقد يستمر النوم إلى قبيل المغرب.
– بعد الغداء يحمل قاته والخروج إلى جلسته المعتادة أو الدخول إلى الغرفة المعدة لذلك في منزله.
– البدء في التجهيز بعد توفير المتطلبات الاستمرار في التخزينة إلى وقت متأخر من الليل، إكمال السهرة في لعب البلوت وما إلى ذلك العودة إلى المنزل والاستمرار في الأرق والسهر في أي شيء لأنه يجد طاقة ونشوة وأرقا بسبب ما خالط عقله وشابه من جراء ما في القات من مواد فعالة الاستسلام للنوم مع الفجر أو بعده بكثير الاستيقاظ للدوام منهك القوى مسلوب الإرادة ليس لديه القدرة على العمل ولا التفكير الذهاب للدوام وعليه علامات الإرهاق والتعب، فإذا انتهى عاد وكرر نفس العمل وسار على نفس الجدول وقت مهدر جدير بالمحاسبة وقام الباحث بعمل خلاصة حسابية لعدد الساعات من خلال حساب متوسط الساعات التي يقضيها المخزنين ليتوصل إلى وقت كبير جدا أهدر في (التخزين).. حيث رأى ان الجلسة تبدأ الثالثة عصرا السابعة مساء ومعدلها هو والخامسة وتنتهي ما بين التاسعة والثانية عشرة ليلا ومعدلها العاشرة والنصف وبذلك تكون مجموع ساعات التخزين في المتوسط خمس ساعات ونصف يوميا تقريبا ثم جمع تلك الساعات في اشعر وسنوات وعقود ليخلص إلى الآتي:
1 – خلال شهر 5,5 في30= 165ساعة
2 – خلال سنة 165ساعة ْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْْفي ْ 12ساعة = 1982 ساعة
ما يعادل 82 يوما ونصف اليوم = شهران واثنان وعشرون يوما ونصف
3 – خلال عشرين سنة 1980ساعة سنوية في عشرين سنة = 39600 ساعة = 1650يوما = أربع سنين وسبعة أشهر
ما بعد التخزين
يرى الباحث ان المتعاطي يشعر بالانتعاش والنشوة والخيالات الجامحة والابتهاج مما يستهويه للقيام بإعمال مهنية مثل هندسة سيارته أو مسجل أو تلفاز، حيث يجنح به الخيال إلى تفكيك الأجهزة ثم تركيبها وهذه خاصية بمشتقاته الامفيتامينات المحرمة دوليا.ومنهم من يأخذ القلم ثم يحاول كتابة قصيدة شعرية أو رسالة نثرية أو يأخذ سيارته ويجوب الشوارع لأنه يشعر يريد إن يصرفها كيفما كان. واستشهد الباحث بقصة رواها أحدهم بقوله انه كان يهدم جزءا من جدار بيته ثم يعيد بناءه، وهذا ما يؤكد على ما نشر في المجلات العلمية إن القات يعتبر من (الامفتامين) الطبيعي.
مراحل تأثير القات
يرى الباحث ان تأثير القات على متعاطية يكون على ثلاث مراحل:المرحلة الأولى: مرحلة ملاطفة ونقاش جماعي بين المخزنين وتفكير سطحي وابتهاج وخيالات جامحة.
المرحلة الثانية: مرحلة الانهيار حيث يبدأ الشعور باللامبالاة والإنهاك والأفكار الخيالية وانقباض البطن.
المرحلة الثالثة: مرحلة الصراع ضد الأرق التي تمتد حتى وقت متأخر من الليل وقد يستخدم ضدها الحبوب المنومة والمهدئات. ومع مرحلة متأخرة من الليل أو الساعات المبكرة لصباح اليوم التالي يستسلم المتعاطي للنوم ثم يقوم في وقت متأخر وفي حالة بدنية سيئة من الصداع والإرهاق والإجهاد مما يؤثر على عمله ووظيفته إن كان موظفا.
أنماط المتعاطين
صنف الباحث المتعاطين إلى صنفين: الأول: نمط عرضي (غير مدمن) وهؤلاء لا يستعملون القات يوميا ولكن في المناسبات كالأعراس والحفلات والأعياد أو لزيادة التنبيه عند الامتحانات أو السفر الطويل ومثل أولئك يمكنهم إيقاف تعاطيه دون ان يحدث لهم أي مضاعفات أو خطر.
الثاني: نمط مدمن وهؤلاء غالبا من غير المتعلمين ومن أصحاب البطالة حيث يقترن استهلاك القات بالخمول والبطالة وحينئذ يكون تعاطي القات هو الوسيلة الوحيدة في قتل الأوقات.. وقسم الإدمان إلى نوعين:
أ – إدمان نفسي: حيث تحدث لدى متعاطي القات رغبة نفسية قوية للاستمرار في تعاطيه وقد تصل هذه الرغبة إلى درجة القهر النفسي بحيث تفرض على المتعاطي البحث عن القات قبل البحث عن الطعام أو أي متطلب آخر للحياة.
وهذا الإدمان ليس شرطا أن يصحبه إدمان جسدي حيث ان الشخص لو ترك القات ليلة أو ليلتين أو أسبوع لا تظهر عليه آثار بدنية حادة كالخمول أو الصداع أو الخمول أو الأرق ويرى ان سبب عدم تأثر الناس بتركه كما يقول الأطباء هو أحد أمرين:
1 – إن الكمية التي يتعاطاها يوميا قليلة بحيث لا تسبب نقصا في بعض مركبات المخ، حيث إن مادة القات تحتوي على مركبات تقوم بتحرر بعض المواد الكيماوية العصبية من العصب مما يؤدي إلى تقليل تركيزها بالخلية بشكل أخف فلذلك يستطيع الجسم إن يعوض هذا النقص بسهولة.
2 – تعود الخلايا العصبية على كمية معينة من القات يوميا ولفترة طويلة مما يجعلها لا تتأثر بسبب الإدمان حيث تجد الشخص المخزن عاديا تماما لا يحس بشيء وان تركه لا يتأثر كذلك.
ب – النوع الثاني: الإدمان الجسدي: وهذا الإدمان يصنفه الباحث انه أشد خطورة من سابقه وذلك لان الامتناع عن تناول القات يؤدي إلى ظهور إعراض جسدية خطيرة مثل بداية أعراض الاكتئاب النفسي والفتور والخمول والميل إلى النوم وشلل التفكير والقلق والثوران لأتفه الأسباب.
أعراض جانبية
بعد النشاط العام الذي يشعر به المخزن تبدأ آثار التعب والإجهاد واضحة على المتعاطي ومن أهمها ما يلي ( فقدان الشهية – زيادة في درجة الحرارة – اتساع حدقة العينين – اضطرابات في نبضات القلب – ارتفاع في ضغط الدم – إمساك – التهابات في الفم والمعدة – تهيج وتوتر وقلق – انفصام في الشخصية- غزارة في البول.
تجارب وأبحاث
وقد أجريت تجربتان على نبات القات وخلصت إلى النتائج الآتية: التجربة الأولى : أجريت على مجموعة من الفئران حيث أعطيت مسحوق القات عن طريق الفم (500 مل – كجم ) وكذلك حقنت المادة الفعالة (الكاثينون) وريديا ثم لوحظ نشاطها وسلوكها منذ تناولها ولمدة تسعين دقيقة وهذا يشابه مفعول مادة الأمفتامين.
النتائج
زيادة معدل وعمق التنفس، الارتعاش والارتجاف والإثارة في الفئران، تشنجات عضلية في بعض الحيوانات عند الجرعات الفعالة جدا، ارتفاع في درجة الحرارة، زيادة محسوسة في شدة وسرعة ضربات القلب، زيادة ضغط الدم الشرياني، تنبيه الجهاز العصبي المركزي مثل زيادة حركتها حيث يصبح من الصعب مسكها، قيام الفئران بحركات متكررة مثل الدوران حول نفسها.
التجربة الثانية: أجريت على مجموعة من الشبان الأصحاء في سن (21- 24 سنة) وأجريت عليهم التجارب في نفس الظروف حيث أكلوا نفس الوجبة الغذائية ثم تناولوا نفس النوع من القات وبدءوا في نفس الموعد (2 بعد الظهر) وكانوا يجلسون على مراتب مريحة وأذرعهم مرتكزة على وسائد أو متكئين على الحوائط وقد بلغت فترة التخزين خمس ساعات.
وكانت تجرى عليهم التجارب بعد (20 دقيقة – ساعة ونصف – 3 ساعات – 6ساعات) حيث يقاس كل من : معدل النبض – معدل التنفس – ضغط الدم – تخطيط القلب (
e. c. g ) – صوت ضربات القلب – درجة الحرارة.
النتائج
سجل ارتفاع في ضغط الدم عند جميع الأشخاص، وكذلك سجلت زيادة ملحوظة في معدل النبض ودرجة الحرارة ومدل التنفس، تبين من هاتين التجربتين كما يوردها الباحث ان هناك تأثيرات تنتج عن القات دائما وليس هناك فرق بين مضغه بمفرده أو مع شرب القهوة والشاي أو المشروبات الغازية أو السجائر والشيشة.. وحدثت التأثيرات الكمية والكيفية نفسها سواء كان القات مستخلصا أو تم مضغه وتبين إن بعض العوامل الفسيولوجية للجهاز الدوري مثل معدل النبض وضغط الدم ترتفع بدرجة ملموسة، وقد تم تسجيل نفس التأثيرات مع الامفيتامينات وزادت درجة حرارة الجسم كما زاد معدل التنفس بدرجة ذات دلاله وتعرض الجهاز العصبي للإثارة.. أما من الناحية النفسية فقد لوحظ حاله واضحة من الإثارة بين جميع الأشخاص.
الآثار الاجتماعية للقات
صنف الباحث آثار القات الاجتماعية للقات لعدة فئات منها:مستعملو القات: وهم غالبا من الأميين ويوجد فيهم نسبة من المتعلمين ويتناوله الشباب والكبار وكثير منهم يعولون أسرا وأبناء ولذلك يظهر على هذه الفئة عدم الاستقرار ومنهم من ليست لهم دخول ثابتة أو دخلهم الشهري قليل، ومع ذلك فإنهم يشترون القات ولو كان على حساب مصروفات أبنائهم أو يتسلف من صاحب القات على راتبه الشهري القليل حيث وجد ان من يتعاطون القات يصرفون من (25- 76%) من دخلهم على القات.
الآثار المترتبة على المجتمع
هدر الأوقات: حيث ان اغلب من يتعاطون القات يضيعون مالا يقل عن ثلث أوقاتهم التي يمكنهم قضاؤها في العمل المثمر.
هدر الأموال: حيث يستشهد الباحث بإحدى الأسر التي حدِّث عنها حيث ينفق أفرادها خمسة وعشرين ألفا شهريا على القات.
تعطيل المصالح: حيث يؤدي هدر المال والأوقات والصحة إلى تعطيل المصالح العامة وإلى قلة الإنتاجية والبطالة والاعتماد على الغير تفكك الأسر، حيث إن اسر المتعاطين يعيشون حياة أسرية مضطربة متوترة تنتشر فيها الخصومات وعدم الرضا من حياة الزوج وجلسته الليلية المملة.
آثاره على الأطفال
يرى الباحث ان الطفل يتأثر بأبيه وأخيه الذي يخزن فيبدأ في التقليد سرا بتناول الأوراق الرديئة التي يستغني عنها المخزنون، ثم يبدأ الجلسات مع زملائه وأمثاله في السن ولا يعلم الأب إلا وقد أدمن ولده أكل القات ووضعه أمام الأمر الواقع وعندها لا يستطيع الأب إن يكثر عليه اللوم لأنه هو قدوته وأسوته في ذلك ولذلك عواقب وخيمة.
آثار القات على الجمال والبشرة
بين الباحث إن إدمان القات يؤثر على البشرة فيفقدها جمالها ونضارتها وشبابها وحيويتها وهذا بسبب السهر وقلة النوم نتيجة تعاطي القات ويؤثر على الصوت فيجعله أجشاً مضطرباً ويبكر في ظهور التجاعيد في الوجه ويبدل لون الأسنان واللسان بسبب التنينات الموجودة في القات ويسبب تآكل ميناء الأسنان وتراكم البكتيريا والميكروبات في الفم.. ويؤدي كذلك إلى سقوط الأسنان ويسبب اغورار الخدين حيث ان القات يقلل من امتصاص المواد الغذائية.
آثاره على اقتصاد الفرد والميزانية العامة
أوضح الباحث ان مشكلة القات تعتبر من المشاكل الاقتصادية الكبيرة التي تهز ميزانية الفرد هزا عنيفا قد يؤدي به إلى الفقر حيث إنها تستنزف شهريا جزءا كبيرا من ماله يتراوح ما بين ستمائة ريال وأربعة آلاف وخمسمائة ريال.أما آثاره على الاقتصاد فيورد الباحث مثالا لحجم تلك المشكلة فيما لو ان مدينة عدد سكانها خمسون ألف نسمة يتعاطى القات 60% منهم فإذا كان ما ينفقه كل فرد على القات 50 ريالا يوميا فان مجموع ما ينفق سيكون على النحو التالي:
نسبة 60% = 30000 شخص.
خلال يوم واحد = 1500000 ريال.
خلال شهر = 45000000 ريال خلال.
سنة = 540000000 (خمسمائة وأربعون مليون ريال).
التحذير منه منذ القدم
بين الباحث ان التحذير من تناول القات قديم جدا ويرجع تاريخ ذلك التحذير حسب المصادر الإسلامية الموثوقة إلى القرن العاشر الهجري ومن العلماء الأثبات الذين حذروا منه:
شيخ الإسلام احمد بن محمد بن حجر الهيتمي المتوفى سنة 974هـ في كتابه تحذير الثقات من استعمال الكفته والقات الذي ذكره في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر حيث ذكره في الكبيرة رقم (170) الفقيه أبو بكر بن إبراهيم المقري الحرازي العالم اليماني في كتابه.
تحريم القات
الشيخ العلامة محمد بن سالم البيحاني الكدادي في كتابه إصلاح المجتمع عند الحديث عن الخمر والمخدرات، الفقيه العلامة حمزة الناشري، العلامة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي في قصيدة نصيحة عن تعاطي القات، سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي عام المملكة المتوفى سنة 1389هـ في الفتوى رقم 200 الصادرة بتاريخ 1-4- 1389هـ، الشيخ العلامة احمد بن يحيى النجمي في رسالته حكم آكل القات، الشيخ زيد بن هادي المدخلي في كتابه الموفق الحق وغيرهم من العلماء منع القات وتطبيق عقوبة المخدرات على مهربي القات ومستعمليه.. القات من الممنوعات في المملكة العربية السعودية وقد قرر مجلس الوزراء الموقر تطبيق عقوبة المخدرات على مهربي القات ومستعمليه وذلك بالقرار

رقم ( 3017 ) بتاريخ 16-4- 1391هـ حيث قرر ما يلي:
تهريبه يعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن ومصادرة الكمية وإتلافها وإبعاد المهرب عن البلاد ان كان من غير أهلها، الاشتراك في التهريب يعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن مع الفصل من الوظيفة ان كان موظفا، حيازة القات والاتجار فيه يعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن والغرامة، تعاطي القات يعتبر جريمة يعاقب عليها بالسجن مع التعزير.. هذا وقد ادرج القات ضمن قائمة المخدرات من قبل هيئة الصحة العالمية سنة 1973م.
أسباب تعاطي القات
يرى الباحث ان الجهل وقلة المعرفة يشكلان الدافع الأساسي للشباب إلى تعاطي القات ويرى ان هذا الجهل مصدره المجتمع والأسرة وخاصة الأب الذي يكون قدوة سيئة لأبنائه، حيث يرفض ترك عادته ويأنف من الكلام حولها وكذلك الخطباء والوعاظ فاغلبهم يرفض التحدث في الموضوع بحجة التصادم مع الناس وكراهيتهم له.. ويرى ان وسائل الإعلام لم تصل إلى الدرجة المطلوبة في مكافحتها لهذه الآفة.
ويسرد الباحث عددا من النقاط يرى أنها من أهم الأسباب التي تجعل الناس يقبلون على القات وهي:
الفضول وحب الاستطلاع من قبل الشباب، أزمات المراهقة التي يمر بها الشباب فالشاب يريد جلب الإثارة واثبات الرجولة ويرى إن الدخان والتخزين من مقومات الرجولة، القرب إلى الناس والانسجام معهم والتعرف على الشخصيات التي تكون واسطة للإنسان وقت الأزمات، القدوة السيئة للشباب من آباء وإخوة ومعلمين حيث إن الشاب يراهم قدوات له، المشاكل العائلية والتربوية حيث تؤثر على الأبناء وتجعلهم فريسة للقات وغيره، وجود القات بسهولة وسرعة الوصول إليه، أصدقاء السوء والإخفاق في الحياة، تقبل المجتمع لمتعاطيه وعدم الإنكار عليه، وجود مناطق زراعته في بعض الأماكن وعدم استئصال شأفته، قلة الذوق والإدراك لقبح هذه العادة وتعارضها مع الذوق السليم، ضعف الوازع الديني في النفوس، سطحية التفكير فيما يترتب على التخزين من مفاسد، طغيان المادة ووفرة المال في أيدي السفهاء والطائشين، الفراغ القاتل وعدم برمجة الوقت بما يفيد وينفع، قلة طرق الناصحين والخطباء ورجال التربية وإحجام بعضهم التكلم في هذا الموضوع.
طرق الإقلاع عن القات
يرى الباحث ان هناك طرقا للإقلاع عن القات وهي بمثابة برنامج عملي للمجتمع وللفرد.
أولا: للمجتمع :نشر التوعية المكثفة حول أضرار القات ومثالب مجالسه عبر وسائل الإعلام المختلفة وحث خطباء الجمعة على الحديث عنه بقوة وإقامة الندوات الدينية والطبية عن أضراره ومفاسده..إيجاد بدائل مناسبة يجد فيها الناس المتعة والراحة والاستجمام مثل الملاعب المجهزة والحدائق الواسعة وغيرها من المرافق التي يستطيع الناس اللجوء إليها لقضاء أوقات فراغهم..تكثيف جانب المحاضرات والندوات والدروس الدينية وحلقات تحفيظ القرآن..تنظيم زيارات عائلية ورحلات ترفيهية وبرمجة الوقت بكل نافع مفيد..احترام العلماء وتطبيق ما قالوا وقرروا في شان القات وغيره..أن يستشعر كل فرد انه مسئول أمام الله عن وقته وماله.
أن يتذكر كل فرد انه إذا تناول القات فقد تناول شيئا حرمه الله..أخذ العظة والعبرة من الأسر التي وقع أصحابها في أسر هذه العادة..التوعية المستمرة من قبل الأب لأبنائه حول مشاكل القات.
ثانيا: برنامج عملي للفرد:إخلاص النية لله وان يكون القصد من الإقلاع عن تخزين القات هو التقرب إلى الله بترك المحرمات، صدق العزيمة فان من تسلح بها تمكن من اجتياز الصعاب، الاستعانة بالأطباء وأهل العلم الثقات في قطع هذه العادة السيئة والعمل بنصائحهم..أن يعلن بين مجالسيه وأقاربه انه عزم على ترك التناول للقات وانه من المستحيل العودة إليه، لكي لا يذكروه به أو يحاولوا إرجاعه إليه أن يترك تماما تلك الأماكن التي كان يتناول فيها القات.
أن يصبر ولا ينزعج من الضيق والآلام التي سيستشعرها في بداية تركه للقات، أن يستبدل مضغ القات بمضغ اللبان أو نحوه واستعمال السواك. أن يتذكر انه ليس في القات حل للمشاكل ولا تخفيف للآلام كما يزعم بعض الناس، أن يقضي جزءا من وقته في مجالسة الأخيار الذين ينتقون أطايب الكلام. مزاولة الرياضة المباحة في الأوقات التي يتناول فيها الناس القات. الخروج للنزهة مع أسرته أو أصدقائه إلى الأماكن الجميلة والأودية وغيرها إن يحاول وضع ما كان ينفقه على القات من المال في صندوق للتوفير ثم النظر إليه في نهاية كل شهر ولينفق منه على أهله ويتصدق منه.

نقلاً عن جريدة عكاظ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.