تخطى إلى المحتوى

الغيبة أشد من الزنا

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

إخواني وزملائي المعلمين ، والمشرفي التربويين بإدارت التعليم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: ففي الحديث، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم‏ قال‏:‏ ‏"‏من يضمن لي ما بين لحييه، وما بين رجليه أضمن له الجنة‏"‏‏.‏وفى حديث آخر‏:‏ ‏"‏لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه‏"‏‏ ولأنني أحب لكم ما أحبه لنفسي، أحببتُ تذكير نفسي المقصرة، وتذكير زملائي وإخواني الأفاضل بما ورد في للسان من آفات؛
وإن كان هذا يحدث في بعض المجالس والدوار الحكومية الأخرى؛ إلا أن ما يحصل في غرف الإشراف التربوي ! وغرف المعلمين يُعدُّ ظاهرة متفشية، فقد ورد فى حديث معاذ رضي الله عنه أن الحبيب قال:‏ (كف عليك هذا) فقلت‏:‏ يا رسول الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به‏؟‏ قال‏:‏ ‏(ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال‏:‏ على مناخرهم، ألا حصائد ألسنتهم‏؟‏)‏.‏وفى حديث آخر‏:‏ ‏"‏ من كف لسانه ستر الله عورته‏ "
وقال أبو الدرداء‏ رضي الله عنه :‏ أنصف أذنيك من فيك، فإنما جعلت لك أذنان وفم واحد لتسمع أكثر مما تتكلم به‏.‏وقال مخلد بن الحسين‏:‏ ما تكلمت منذ خمسين سنة بكلمة أريد أن أعتذر منها‏.‏
ومن آفات الكلام‏:‏ الكلام فيما لا يعنى‏.‏ فمن عرف قدر زمانه، وأنه رأس ماله، لم ينفقه إلا في فائدة، وهذه المعرفة توجب حبس اللسان عن الكلام فيما لا يعنى، لأنه من ترك رضا الله تعالى واشتغل فيما لا يعنى، كان كمن قدر على وصول قمة العليا، فرضي عوض عنها بالوحل في الحضيض! وهذا خسران العمر‏.‏ وفى الحديث الصحيح، أن صلى الله عليه وآله وسلم‏ قال‏:‏ ‏"‏ من حسن إسلام المرء تركه مالا يعينه‏"‏‏ وعن أبى هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم‏ قال‏:‏ ‏"‏إن العبد ليتكلم بالكلمة يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب" ‏وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم‏ "‏أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم‏"‏‏

التحذير من اللعن والفحش من القول بالتصريح بالعبارات المستقبحة

عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه ;قال: قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم‏: [لعْنُ المؤمنِ كقتله] متفق عليه
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏ [إن العبد إذا لعن شيئاً صعدت اللعنة إلى السماء فتغلق أبواب السماء دونها، ثم تهبط إلى الأرض فتغلق أبوابها دونها ثم تأخذ يمينا وشمالاً، فإذا لم تجد مساغاً رجعت إلى الذي لُعِنَ فإن كان أهلاً لذلك وإلا رجعت لِقائلها]
وقد حرَّم الإسلام‏ الفحش والبذاءة والسب، وفى الحديث‏:‏ ‏"‏إياكم والفحش، فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش‏" وقال الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم‏ "‏الجنة حرام على كل فاحش‏"‏‏.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم‏: [ليس المؤمن باللعان ولا الطعان، ولا الفاحش البذيء] قال الشيخ راشد العبدالكريم (واللعان: هو الذي يكثر عيب الناس، والفحش والبذاءة: التعبير عن الأمور المستقبحة بالعبارات الصريحة، والتبجح بذلك)

الغيبة

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏ قال:[أتدرون ما الغيبة؟] قالوا الله ورسوله أعلم قال [ذكرك أخاك بما يكره] قالوا: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: [إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته] رواه مسلم
وقال عز وجل{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ } وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏ قال : [كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ]رواه مسلم .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم‏ في خطبته في حجة الوداع : [إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا؛ ألا هل بلغت؟ ]رواه البخاري ومسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم‏: [من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه]
وفي الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏ قال: [كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ]رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وآله وسلم‏: [من أربى الربا استطالة المرء في عرض أخيه ]رواه البزار وأبو داود
وعن أبى برزة الأسلمى رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏ ‏"[يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه‏:‏ لا تغتابوا المسلمين، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنه من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته]
وفى حديث آخر‏:‏ ‏"‏إياكم والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، وإن الرجل قد يزنى ويشرب، ثم يتوب ويتوب الله عليه، وإن صاحب الغيبة لا يغفر الله له حتى يغفر صاحبه‏"‏ ‏‏
وقال على بن الحسين رضى الله عنهما‏:‏ إياك والغيبة، فإنها إدام كلاب الناس.
قال ابن باز –رحمه الله تعالى- (والغيبة محرمة لأي سبب من الأسباب سواء كانت لشفاء غيظ أو مجاملة للجلساء ومساعدتهم على الكلام أو لإرادة التصنع أو الحسد أو اللعب أو الهزل تمشية الوقت فيذكر عيوب غيره بما يُضحِك! وقد نهى الله سبحانه وتعالى عنها وحذر منها عباده) أ- هـ
المستمع للغيبة وللفحش من القول كالفاعل
قال شيخ الإسلام ابن تيميه -رحمه الله- (واعلم‏:‏ أن المستمع للغيبة شريك فيها، ولا يتخلص من إثم سماعها إلا أن ينكر بلسانه، فإن خاف فبقلبه وإن قدر على القيام، أو قطع الكلام بكلام آخر، لزمه ذلك‏.‏وقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم‏ أنه قال‏:‏ من أذل عنده مؤمن وهو يقدر أن ينصره أذله الله عز وجل على رؤوس الخلائق‏"‏ وقال صلى الله عليه وآله وسلم‏ :‏ ‏"‏من حمى مؤمناً من منافق يعيبه، بعث الله ملكاً يحمى لحمه يوم القيامة من نار جهنم‏"‏‏‏ ورأى عمر بن عتبة مولاه مع رجل وهو يقع في آخر، فقال له‏:‏ ويلك نزه سمعك عن استماع الخنا كما تنزه نفسك عن القول به، فالمستمع شريك القائل، إنما نظر إلى شر ما في وعائه فأفرغه في وعائك، ولو ردت كلمة سفيه في فيه لسعد بها رادها كما شقي بها قائلها‏.‏ وقد وردت أحاديث في حق المسلم على المسلم، تقدمت في كتاب الصحبة‏) أ- هـ
قال ابن باز –رحمه الله- (فإذا رأيت من نفسك إيذاءً لأخيك أو أختك في الله بالغيبة أو بالسب أو بالنصيحة أو بالكذب أو غير هذا ، فاعرف أن إيمانك ناقص وأنك ضعيف الإيمان ، لو كان إيمانك مستقيما كاملا لما فعلت ما فعلت من ظلم أخيك ، والتعدي عليه بالغيبة والبهتان، أو الدعوى الباطلة أو الشهادة بالزور أو اليمين الكاذبة أو السباب ، ونحو ذلك ، فالإيمان بالله ورسوله والتقوى لله والبر والهدى ،فإيمان المرء يحجزه عن ذلك ويمنعه من كل أذى ) مجموع فتاوى مقالات ابن باز ج4
هذا ما أردت التذكير به، وإلا فالغالب من إخواني لديهم علمٌ به، فهو أشهر من أنه أعلمه لأحد، ومما يجد التنبيه إليه أن العلم بلا عمل وبالٌ على صاحبه! وسيكون خصماً شديداً لصاحبه! والله أسأل لي ولكم الإخلاص والتقوى والمتابعة للحبيب صلى الله عليه وآله وسلم‏ ظاهراً وباطناً، اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا، وصلى اللهم على عبدك وحبيبك نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم

.

محبكم في الله / أبو عاصم

_________________________________
أقول ما أقول: إن حسناً فمن الله، وإن خطأ فمن نفسي والشيطان،واستغفر الله، وأتوب إليه.

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.