الطريق الصحيح لبناء الاختبارات

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

الطريق الصحيح لبناء الاختبارات
إعداد
مشرفي اللغة العربية
أ. سليمان بن عبدالرحمن الخليفة أ. صالح بن نيف النيف
العام الدراسي 1420 – 1421هـ

بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية الاختبارات
إن للاختبارات وظائف جوهرية في حياة الطالب والمدرس والمؤسسة التعليمية والمجتمع. فلا يمكن الاستغناء عن الاختبارات لما لها من أدوار مركبة في مجالات متعددة.
ويتفق التربويون على أهمية الاختبارات أسلوباً من أساليب تقويم العملية التعليمية المتمثلة في جميـع الأعمال التي يقوم بها المعلمون من أجل الحكم على مستوى الطلاب ، واستيعابهم للموضوعات التي درسوها. إن إعداد أي مهمة يجب أن تؤخذ بجدية وأن يخصـص لها الوقت الكافي ويجب أن يدرك المعلم وهو يهم بإعداد الاختبار أنه أمام إعداد أداة يحكم بواسطتها على الطلاب وأن لها تأثيرات نفسية وأبعاد تربوية تساهم في تشكيل شخصية الطالب وتدفعه إلى النجاح المستمر أو الفشل المتكرر. ومن هنا فإن هاجس العدل والدقة والحذر يجب أن يسيطر على فكر وعقل المعلم وهو يعد الاختبار ، وليتذكر كل منا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".
أهداف الاختبارات
يحتاج المعلم دائماً إلى تقويم عمله التعليمي خـلال الفصل الدراسي ونهايته ومن وسائل التقويم التي يعتمد عليها في الحكم على مستوى يفيد طلابه وبالتالي الحكم على مستوى عمله،الاختبارات الشهرية والنهائية ، التي تهدف إلى:
1 – قياس مستوى تحصيل الطلاب ، وتشخيص نقاط القوة والضعف لديهم.
2 – تصنيف الطلاب في مجموعات ، وقياس مستوى تقدمهم في المادة.
3 – التنبؤ بأدائهم في المستقبل.
4 – الكشف عن الفروق بين الطلاب ( المتفوقين ، والعاديين ، وبطيئي التعلم ).
5 – تنشيط دافعيه التعلم ، والنقل من صف لآخر ، ومنح الدرجات والشهادات.
أنواع الاختبارات
أولاً: المناقشات والاختبارات الشفهية
من خلال المناقشات والاختبارات الشفهية بين المعلم وطلابه يمكن أن يستدل المعلم بشكل أفضل على مستوى كل طالب من طلابه كما يمكن من خلال ذلك استفادة الطالب إلى حد كبير من خلال مواجهة المعلم وجهاً لوجه ، لكن هذه الطريقة في الوقت نفسه قد تكون محرجة لبعض الطلاب مما يجعلهم يشعرون بالتوتر أو كأنهم في مأزق أمام معلمهم.
وهذه بعض الاقتراحات لاستخدام هذه الطريقة لإفادة الطلاب إلى أقصى درجة مع تقليل أضرارها الجانبية عليهم.
1 – كن مدركاً لمشاعر الطلاب ، لأن الطالب في هذا الوقت يعتبر المعلم في وضع المحاسب أو الرقيب مما قد يجعله لا يستفيد تماماً من الرسالة العلمية التي يود المعلم توصيلها إليه من خلال هذه المواجهة.
2 – تحتاج الاختبارات الشفهية والمناقشات بين المعلم وطلابه إلى أن يتحلى بالصبر ، وسعة الصدر ، والسماحة ، والبشاشة ، ليكسب ثقة الطالب ويستميله إليه ، ويزيل عنه الخوف والتلعثم.
3 – عند إجراء الاختبارات الشفهية: يجب مراعاة تنوع الأسئلة من السهولة إلى الصعوبة ، وتغطى معظم أجزاء المقرر،كما يجب أن يعطى المختبر وقتاً كافياً وفرصة مناسبة للطالب للإجابة عن كل سؤال.
4 – يفضل أن يعطى الطالب فرصة للإجابة على سؤال آخر إذا لم يستطع الإجابة على جميع الأسئلة وذلك مراعاة لنفسية الطالب وموقفه الحرج أمام المعلم وليس شرطاً أن يكون السؤال من الأسئلة المعدة من قبل المعلم للاختبار الشفوي.
ثانياً: الاختبارات التحريرية:
وضع الاختبارات التحريرية إحـدى المهام التي يجب أن يجيدها المعلم لاختبار مستوى طلابه وقدرتهم على الفهم والاستيعاب ، وفائدة هذا النوع من الاختبارات أنها تعوّد الطالب على التعبير المنطقي المرتب ، وتمرنه على تركيز انتباهه في موضوع بعينه ومعالجته من شتى نواحيه.
لوضع اختبار تحريري جيد يجب الالتزام بعدة أمور ، وهذه تشمل:
1 – يجب الحرص عند وضع الأسئلة على أن تشتمل على أكبر قدر ممكن من المقرر الدراسي ، وذلك أنه من الخطأ أن تنحصر الأسئلة في باب أو بابين من أبواب المادة وتترك باقي الأبواب بغير أن تتعرض لها.
2 – يجب أن تتدرج أسئلة الاختبار من السهولة إلى الصعوبة بحيث تناسب المستويات المتباينة من الفرقة الواحدة فيجد فيها أقوى طلاب الصف فرصته فيظهر تفوقه ونبوغه.
3 – يجب أن تتناول أسئلة الاختبارات قياس قدرات عقلية شتى: كالذاكرة ، والقدرة على النقد والتحليل ، وتحوي أسئلة تتطلب الإجابة عنها إعمال الذهن والربط والمقارنة وما إلى هذه العناصر التي تطلعنا على مدى استعداد الطالب للتفكير المنطقي السليم ، ومعرفة حظه من النقد والتحليل.
4 – يجب أن تتناول الأسئلة العناصر الأساسية المهمة التي يدل استيعاب الطالب لها على استيعابه للمادة وخطوطها الأساسية ، ويجب فيها الابتعاد عن تصيد النقاط الغامضة ، أو تقصي العناصر الشديدة التعقيد ( المعجزة ) ، حتى لا ينقلب الاختبار إلى وسيلة للتعجيز لا وسيلة إلى قياس مدى فهم الطلاب واستفادتهم من المادة.
5 – يجب أن تكون طريقة وضع الأسئلة واختيار عناصرها وطريقة تصميمها قريبة من الشكل الموضوعي ولا تعتمد على العامل الشخصي على قدر المستطاع حتى تكون وسيلة لقياس قدرات الطلاب وقدراتهم العقيلة بوجه عام.
الغرض من الاختبار
قد يكون هدف الاختبار قياس تحصيل الطالب بعد الانتهاء من تدريس وحدة دراسية معينة ، أو قياس التحصيل في نهاية الفصل الدراسي ، أو قد يكـون غرضه تشخيصياً لتحديد جوانب التأخر أو الضعف في موضوع أو موضوعات معينة في المنهج. وقد يكــون هدف الاختبار تحديد المتطلبات السابقة للتعلم الجديد إلى غير ذلك من الأغراض المختلفة للاختبارات التحصيلية ، لذا فإنه قبــل أن يبدأ المعلم بإعـداد الاختبار عليه أن يعرف ما يريده بالضبط أي أن يحدد هدفه بوضوح. أما إذا لم يكن ثمة وضوح حول الغرض الذي يستخدم الاختبار من أجله فلا معنى حينئذ للنتائج المتحققة عنه.
ويرتبط الغرض من الاختبار بالزمن المتاح الذي يتقرر في ضوئه مع اعتبارات أخرى – ونوع وشكل وعدد الأسئلة التي يشتمل عليها.
أنواع الأسئلة
الاختبارات أنواع عديدة كل منها يناسب أهدافاً مختلفة عن النوع الآخر. وما يصلح لهدف قد لا يصلح لآخر. وما يصلح لمستوى من الطلاب قد لا يصلح لمستوى آخر. وعلى المعلم أن يختار النوع المناسب.
وهناك عدة أنواع من الأسئلة التي يمكن استخدامها في الاختبارات التحصيلية ، ويمكن تصنيفها في فئتين أساسيتين:
1 – الأسئلة المقالية: والتي تعتمد على الاستجابة الحرة للطالب ينتجها أو ينشئها بطريقته الخاصة استجابة للسـؤال أو المشكلة المطروحة.
فإذا لم يكن الاختبار موضوعياً فهو اختبار مقالي. هنا يكون الجواب فقرة أو مقالاً. وفي هذه الحالة ، لا يمكن فرض إجابة واحدة على جميع الطلاب. فكل طالب سيعطي إجابة مختلفة قليلاً أو كثيراً عن الطالب الآخر. وكل طالب سيعبر عن ذاته؛ هي إجابة ذاتية. ولذلك سمي الاختبار المقالي اختباراً ذاتياً أيضاً.
2 – الأسئلة الموضوعية: هو اختبار يتطلب كل بند فيه إجابة واحدة محددة ولا تقبل أية إجابة أخرى. لأن الإجابة مرتبطة بالموضوع ولا مجال فيها للاجتهاد الشخصي أو الاختلاف في عرض الإجابة. فالإجابة واحدة محددة ولا يقبل سواها. ومن أمثلة الاختبار الموضوعي ما يلي:
1 – الاختيار من متعدد. س: اختر الإجابة الصحيحة من بين الخيارات الآتية؟.
2 – اختيار الصواب والخطأ. س: بين إذا كانت كل جملة مما يلي صواباً أو خطأ؟.
3 – اختيار ملء الفراغ س: أملأ الفراغ في كل جملة مما يلي بكلمة واحدة مناسبة؟.
4 – اختيار الترتيب. س:رتب ما يلي من الكلمات لتكوّن جملة مفيدة أو الجمل لتكوّن عبارة ؟.
5 – اختيار المزاوجة. س: زاوج بين مفردات المجموعة الأولى ومفردات المجموعة الثانية بحيث تكمل إحداهما الأخرى؟.
6 – اختيار كشف الخطأ. س: اكتشف الخطأ فيما يلي وصححه؟.
7 – اختيار التعديل. س: عدل الكلمة التي بين قوسين لتناسب الجملة؟. ( ويستخدم هذا النوع في اختبارات اللغة عادة).
مصداقية المعلم أثناء وضع الاختبار
يشترط في الاختبار الجيد أن يكون صادقاً وثابتاً ، فالمعلم أثناء وضع الاختبار والتقويم إذا اعتبر من يعمل لهم الاختبار أبناء له فإنه حقاً سيكون صادقاً معهم صدقه مع نفسه فالأب لا يمكن أن يخون أو يغش أبناءه فترى أنه يبذل الجهد من أجل اختيار الأسئلة التي تعطي الانطباع الصادق عن مستوى ابنه فلا يوجد فيها تحدٍ لمعلومات الطالب ولا يوجد فيها انحطاط يصل إلى مستوى لا يخدم مستقبل الطالب. ومن المعروف أن الاختبار لا يمكن أن يسأل عن كل جزء من المادة الدراسية. فلو أردنا أن نسأل عن كل أجزاء المادة لاحتجنا اختباراً يتكون من آلاف الأسئلة ولكانت إجابة الطالب تساوي في عدد صفحاتها عدد صفحات الكتاب. لذا يستحيل أن يسأل الاختبار عن كل صغيرة وكبيرة في الكتاب. فالاختبار يسأل عن عينة جيدة من المادة ، نسميها عينة ممثلة.
س: كيف يمكن تحقيق صدق المحتوى؟.
ج: لتحقيق صدق المحتوى ، على المعلم أو واضع الاختبار مراعاة ما يلي:
1 – تتوزع الأسئلة بالتساوي تقريباً على صفحات الكتاب أو فصول الكتاب أو أهداف المادة الدراسية. فلا يجوز أن تأتي معظم الأسئلة من أول الكتاب أو وسطه أو آخره. فلا بد من التوزيع شبه المتساوي على أجزاء الكتاب الواحد.
2 – يجب التركيز عند وضع الأسئلة على أهداف المادة الدراسية ، أي على الأجزاء الجديدة منها ، وليس على الأجزاء القديمة غير المستهدفة في خطة المنهج الحالية.
3 – يجب تجنب وضع بندين يقيسان الشيء ذاته. مثلاً: إذا كان الاختبار يسأل عن إعراب ( التفاحة ناضجة) فلا داعي أن يسأل الاختبار ذاته عن إعراب ( الحديقة واسعة )، لأن الجملتين متطابقتان؛ فمن يعرف إعراب الأولى يعرف إعراب الثانية ، ومن لا يعرف الأولى لا يعرف الثانية كما هـي الحال عند تكرار نفس الكلمة في مادة الإملاء.
والمقصود في جميع الحالات واحد: فيجب أن يكون الاختبار شاملاً للمادة المستهدفة ، وإلا فإنه لن يكون صادقاً صدق محتوى.
ترتيب أسئلة الاختبار وإخراجها
أولاً: ترتيب أسئلة الاختبار:
هناك عدة طرق لترتيب أسئلة الاختبار منها:
1 – ترتيب حسب نوع أو شكل الفقرة ؛ فإذا احتوى الاختبار على أكثر من نوع من أنواع الفقرات فمن المفضل ترتيبها حسب النوع وتجميع الفقرات ذات النوع الواحد مع بعضها البعض.
2 – ترتيب حسب الصعوبة: وهذا يعني أن تتدرج الأسئلة في المجموعة الواحدة من السهل إلى الصعب حيث يوفر هذا الترتيب الدافعية للطالب للاستمرار في محاولة الإجابة عن الأسئلة الأولى السهلة.
3 – ترتيب حسب المحتوى ويقصد بهذا الترتيب تسلسل الفقرات في السؤال الواحد تسلسلاً منطقياً لمحتوى المادة الدراسية.
ثانياً: إخراج كراسة الاختبار:
1 – أن تكون طباعة الأسئلة واضحة خالية من الأخطاء المطبعية والإملائية.
2 – أن يراعى الفصل بين التعليمات والأسئلة.
3 – أن يراعى الفصل بن كل سؤال والذي يليه بمسافة معقولة.
4 – أن لا يجزأ السؤال على صفحتين متتاليتين.
5 – أن يفصل بين كل نوع أو شكل من أشكال الأسئلة والشكل الآخر بخط ولو إلى منتصف الصفحة.
تصحيح الإجابات وتقييم مستوى الطلاب
هذه بعض الإرشادات التي تساعدك على القيام بهذه المهمة على أسس سليمة وبطريقة سريعة ، وتساعدك كذلك على أن تجعل طلابك يستفيدون مما وقعوا فيه من أخطاء.
1 – قبل كل شيء لا بد أن تلتزم بنظام معين لتقدير الدرجات حتى يساعدك أن تكون منصفاً في تقييم عمل الطلاب.
2 – عند تصحيح الإجابات ، يفضل تجنب استخدام علامة الخطأ الشائعة ( X ) أو محو العبارات الخاطئة بالقلم ، لأن ذلك في الحقيقة يدعو للإحباط ، وإنما من الأفضل أن تشير للإجابات أو العبارات الخاطئة بعمل خط بلون مميز تحتها دون محوها.
3 – تذكر دائماً أهمية نتائج الاختبارات للطالب: فإن أكثر ما يهتم به الطلاب بالنسبة للاختبارات هو معرفة النتيجة التي أحرزوها ، لكن أغلبهم لا يهتم في الحقيقة بمعرفة الإجابات الصحيحة. وسواء كانت درجة الطالب منخفضة أو مرتفعة فإنه يكتفي بمعرفتها ، ولا يهمه عادة معرفة الإجابة الصحيحة أو النموذجية.
وبناء على ذلك ، وحتى تساعد الطلاب على أن يستفيدوا من أخطائهم ويحسنوا من إجاباتهم ، فإنه يفضل أن تناقش أسئلة الاختبارات وإجاباتها الصحيحة مع الطلاب قبل إعلان النتائج.
4 – حاول أن تتغلب على العامل الشخصي عند تقدير الدرجات: فمن الواضح أن العامل الشخصي يلعب دوراً كبيراً أحياناً في تقدير المعلم لدرجات المواد .. فنجد أن معلماً قد يعطي مثلاً درجة ممتاز لإجابة سؤال بينما نجد أن معلماً آخر قد يرى أن الإجابة نفسها لا تستحق أكثر من درجة جيد.
5 – احرص دائماً على أن يستفيد الطلاب من أخطائهم: ولتحقيق ذلك يمكنك مثلاً أن تراجع معهم الإجابات وتقارنها بالإجابات الصحيحة ويكتب الطلاب الإجابة الصحيحة بالقلم على هامش الورقة.
إعداد مشرفي اللغة العربية
الأستاذ/سليمان بن عبد الرحمن الخليفة الأستاذ/صالح بن نيف النيف
المراجع:
1 – دليل المعلم الذكي في فن التدريس ومعاملة الطلاب. تأليف د. أمين أبو الروس.
2 – دليل المعلم في بناء الاختبارات. تأليف: 1 – د.علي عبدالخالق القرني.
2 – أ. فهد عبدالرحمن المهيزع.
3 – د. حسين محمد أيوب.
3- الاختبارات التحصيلية تأليف د. محمد علي خولي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.