لن نستيقظ

“1” style=”color:#7A8DBC; background-color:#7A8DBC” />

لدينا كمٌّ من المدارس بمستوياتها، وجامعات بتخصصاتها، وهذا يعني أنه ليس لدينا عجز في التعليم، بل قد استطعنا أن نعلم القراءة والكتابة ونرفع الأمية –إن كانت ترتفع بتعلم القراءة والكتابة-.
ولكننا -رغم كل الجهود- لن نستيقظ، ولكي نصل إلى الجواب يجب أن نكون صرحاء، فنحن قطيع من البشر تمارس علينا ألوان من الوصاية، مرة باسم السياسة، ومرة باسم العلم والدين، ومرة تحت إرهاصات الواقع وتحدياته، ومرة باسم الأعراف والتقاليد والتي تمرر باسم الدين والخلق و المروءة والسمت…إلخ.
إلا أنه –بحمد الله- خلايا المخ المئة ألف بليون لا تزال خاماً معداً للطوارئ، ولا يزال مستودع العقل الباطن فارغاً، على أن نسبةً لا بأس بها لم تتعرف على هذا العقل، ونتمنى لهم التوفيق.
إن الأمة التي حاولت اللحاق بعالم التكنولوجيا ففوجئت -وهي في أول الطريق- أن العالم قد فسخ هذا العهد إلى عالم المعلوماتية، والسرعة، والتعقيد، والمصلحية؛ عليها أن تدرك أنه ليس للوصاية الملغية لإنسانية الإنسان ترتيب في معجم هذا العصر، وحتى لا يفقد الأوصياء مكانتهم التي قد تصبح ولا تمسي؛ فعليهم أن يراجعوا أنفسهم، ويباشروا العمل في الميدان بدلاً مما وراء الجدران.
إن الوصاية قد تنتج حفظاً لكنها لا تنتج فقهاً وفهماً (اللهم فقِّهه في الدين وعلمه التأويل)، وقد تنتج رعباً لكنها لا تنتج حباً وولاء، بل لا تعدو – بصفتها المذكورة- إلا حارسة للحدود، ولا ترعى الأمن الداخلي.
لقد كنا كثيراً ما نسفّه الرأي الآخر، وتحبسنا الألفاظ عن المعاني، ولا نحسن قياس المسافات بيننا وبين الآخر؛ حتى مُنع الحوار بحجة الثوابت التي لا تقبل الجدل، وضربت الآصار والأغلال على الاجتهاد حتى قتلت روح الشريعة وكل ذلك وصاية –زعموا-!
وختاماً.. أهمس في الآذان بأن الذي يمارس علينا سنمارسه على من تحت أيدينا (فهل أنتم منتهون) ؟
بقلم الدكتور /صالح الدحيم (القاضي بمحكمة الليث)

_________________________________
الحكمة ضالة المؤمن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.