تعليم المهارات (الجزء الأول)

يركز التربويون على تعليم المهارات العملية في المختبر ، لذا فإن هناك ثلاث عناصر يجب الاهتمام بها عند وضع وسائل تعلمها وهي الاحساس ، الدقة والزمن .
كما ان تعليم هذه المهارات يمر بخمس مراحل هي :-
1- تحليل المهارة الى خطوات أولية .
2- تقدير السلوك الاولي للطالب .
3- التدريب على وحدات عناصر المهارات أو القدرات الاولية .
4- وصف وعرض المهارة للطالب .
5- ممارسة المتعلم للمهارة .

وبعد اجتياز الطالب لهذه المراحل لابد من عملية تقويمية للتأكد من حدوث عملية التعليم والتعلم وتشخيص مواطن القوة والضعف في إداء الطالب للمهارات العملية واكتسابه المعرفة النظرية ، بالاضافة الى تحقيقه الجانب الانفعالي المصاحب للمهارة التي تخص الجانب المهاري ، أي ان يصاحب ويلازم التدريس المختبري طريقة تقويم مناسبة .
ويشير البعض ، يمكن تعلم المهارة بخطوات متتالية كالاتي :-
1- تحليل المهارة .
2- تقدير السلوك الاولي للطلبة .
3- الاعداد للتدريب .
4- وصف وعرض المهارة للطلبة .
5- ممارسة الطلبة المهارة بأنفسهم .

أما اخرون فيشيرون بان هناك أمران هامان في تعليم المهارة هما :-
1- الفهم الوظيفي للموقف .
2- التدريب على العمل أو الاستجابة .

أما البعض فيرون ان تعليم المهارة يتضمن ثلاثة مراحل :-
1- مرحلة تقديم المهارة .
2- مرحلة تعليم المهارة .
3- مرحلة المران والتدريب على المهارة .

وقد حدد (Edgor – Dail) ثلاث طرائق لاكتساب المهارة هي :-
1- الملاحظة المحسوسة .
2- البصيرة المجردة (التحليل العقلي) .
3- العمل المحسوس .

ويقصد بهذه الطرائق ان الفرد يكتسب المهارات (بطرائق مباشرة) كالتعلم بالمواد السمعية والبصرية والمشاهدة الواقعية ، (والطرائق غير المباشرة) عن طريق النماذج والمقاطع والعينات .
ويشير احد التربويين بان هناك شروط ضرورية للنجاح في انجاز مقاصد تنمية المهارة وهذه الشروط هي :-
1- يجب اتاحة الوقت الكافئ من اجل الممارسة والخبرة في المهارات التي تجري تنميتها .
2- يجب ان يفهم المدرسون بوضوح هدف هذه المهارة ، وان يدور التخطيط حول هذه الاهداف وليس حول مقاصد المحتوى التقليدية وحدها .
3- ان تتوافر المواد المطلوبة ، إذ يجب وجود بيئة ايجابية تسمح للطلاب بالعمل مع اشياء العلم (Thing of Science) .
4- يمكن اختيار مجموعة اصناف من المواد المفاهيمية (Conceptual Materials) ، وذلك لتسهيل تنمية المهارة .
5- ان يؤكد التقويم على شروط الاداء ، وليس مجرد تذكر الحقائق واستظهارها ، كما يجب ان لايتم التأكيد على التغطية السطحية للمحتوى ، وان يكون الاهتمام بالاداء وعمق الفهم في مقدمة الاولويات .

ويؤكد البعض الاخر بان هناك قواعد ينبغي ان يراعيها المدرس عند تعليم المهارات وهي :-
1- الممارسة ضرورية ولكنها ليست كافية لتحقيق الكفاية في المهارة .
2- ينبغي ان تكون فترات الممارسة قصيرة .
3- ينبغي ان تتوزع فترات الممارسة بدلاً من ان تتجمع .
4- ينبغي ان تمارس المهارة ككل ، أو بطريقة (الجزء – الكل) بدلاً من الطريقة الجزيئية .
5- ينبغي ان تكون ممارسة المهارة في الصورة المرغوب فيها فعلاً وواقعاً .
6- مارس المهارة المرغوب فيها بدلاً من ممارسة العوامل الاساسية النفسحركية أو السمات الداخلة في المهارة .
7- إذا كانت السرعة والدقة مطلوبين في المهارة ، ركز أولاً على السرعة .
8- ان التعبير اللفظي عن النشاط خلال التعلم والممارسة يساعد على اتقان المهارة .

ويشترط آخرون عند تعلم المهارات ان :-
1- تكون ذات اهمية وظيفية في حياة المتعلمين بحيث يشعرون بفائدتها فيقبلون على تعلمها وإتقانها .
2- تكون مناسبة لمستوى النضج العقلي والعضلي الاجتماعي لكي يسهل تعلمها .
3- يتم تعلمها في المجال الطبيعي لها بحيث لاتعتمد كثيراً على التعلم اللفظي كلياً .
4- تمارس بوصفها وحدة كلية وتجنب العناية بجانب منها دون الجوانب الاخرى .
5- يتم تعلمها واحدة بعد الاخرى ، لان ذلك يساعد على فهمها وإتقانها بشكل افضل من تعلم عدد من المهارات في وقت واحد .

أما (De Bono , 1976) فقد اكد انه لكي تتعلم المهارة بالشكل الافضل يجب ان :-
1- يكون المتعلمون على وعي تام بما يفعلونه .
2- لايشتت المتعلمون بمدخلات اخرى تشتت الانتباه .
3- يعمل المتعلمون على التدريب على المهارة بشكل منظم .
4- يوظفون التغذية الراجعة التي تلقوها اثناء التدريب وذلك لتصحيح توظيفهم لتلك المهارة .
5- يتحدثون عما يفعلونه اثناء ممارسة المهارة .
6- يتلقون التعليمات المناسبة حول كيفية توظيف مهارة في وقت ما ، عندما يحتاجون تلك المهارة للوصول الى هدف معين .
7- يمنحون الفرص المناسبة لممارسة المهارة في مواقف مغايرة للمهارة التي طُرحت لهم .

ومما يساعد ايضاً على اكتساب المهارات :-
1- الممارسة والتكرار ، لذا ينبغي العناية بالممارسة العملية في تعلم المهارات وعدم الاعتماد كثيراً على التلقين الشفوي .
2- الفهم وإدراك العلاقات والنتائج ومشاهدة أداء من يتقنونها ومن ثم تؤدي الصور والفيلم السينمائي والمدرس دوراً مهماً في تعلم المهارات .
3- ان تكون المهارة مناسبة لمستوى الطلبة العقلي والعضلي والاجتماعي لان النجاح يؤدي الى التقدم في اكتسابها .
4- توجيه الطالب وارشاده وتعريفه بأفضل اساليب العمل أو الاداء : ان التوجيه والارشاد يؤديان دوراً مهماً في عملية اكتساب المهارات بشرط ان تكون للمدرس معرفة كافية بطبيعة الاداء الجيد ، وهناك عدة وسائل تحقق التوجيه للأداء الجيد منها ما يأتي :-
¨ الوصف اللفظي للمهارة :- يعطي المدرسون لطلبتهم غالباً تعليمات لفظية تتعلق بالمهارة المراد تعلمها ، فمثل هذه التعليمات ضرورية لمنع الاخطاء قبل حدوثها ولاسيما في المراحل الاولى من التعلم ، وتوجيه المتعلم الى اساليب استجابة ملائمة لنفسه ، اكثر من تلك الاساليب التي يختارها إذا ترك دون توجيه لفظي .
¨ العرض التوضيحي لنماذج الاداء :- قد يحتاج المدرس الى جانب الوصف اللفظي بعض العروض التوضيحية لنماذج من الاداء الماهر ، وكلما اقترب العرض التوضيحي من الواقعية كان اكثر فعالية .
¨ تلفظ الطالب :- من الطرائق المهمة في توجيه الطالب ما يسمى بالتلفظ أو التحدث الى الذات ، إذ يقوم الطالب بالتحدث الى نفسه اثناء تعلم المهارة .
¨ التوجيه باستخدام النماذج الآلية :- يستخدم في تعلم بعض المهارات نوع من التوجيه يسمى التوجيه الآلي أو الميكانيكي ، ومن ذلك استخدام النماذج المصغرة أو نماذج المحاكاة وغيرها .

وهناك من ينظر الى ان تنظيم خطوات تعليم المهارات في ثلاثة إجراءات هي :-
1) وضع خطة لتعليم المهارة :- وتتكون من الاجراءات الاتية :
§ تحديد المهارة المرغوب تعلمها .
§ تحديد الاهداف الادائية المنشودة وتحليلها الى الاهداف السلوكية المكونة لها .
§ تحديد المتطلبات الاساسية لتعليم المهارة .
§ تحديد النشاطات والخبرات المكتسبة .
§ تحديد خطوات تنفيذ الخبرات لاكتساب المهارة .
§ تحديد طريقة تقويم تعلم المهارة وادائها .
§ تحديد الادوات والاجهزة والتسهيلات اللازمة لتعلم المهارة .

2) الاعداد لتنفيذ الخطة :- وتتكون من الاجراءات الاتية :
§ التهيئة اللازمة .
§ التنظيم اللازم للمكان والادوات .

1) تنفيذ خطة الدرس :- وتتكون من الاجراءات الاتية :
§ مرحلة تقديم المهارة (اهميتها ، فائدتها ، وانعكاسها على العمل) .
§ مرحلة تعليم المهارة باستخدام الاساليب العامة لتمثيل المهارة ذهنياً وحركياً وتكرار التدريب باتباع التوضيح البطيء والسريع .
§ مرحلة المران والتدريب على المهارة وذلك بتقليد المدرب ومحاكاته في خطوات أداء المهارة .

ويمكن القول ، لكي يتم تعلم المهارات ينبغي ملاحظة أو تقليد أو محاكاة من يقوم بأدائها ، وتكتسب المهارة من تعلم سلسلة من الاستجابات الحركية المتخصصة والناتجة من التآزر الدقيق بين اليد والعين والدماغ ، واولى مراتب التعلم هي الانتباه وادراك العلاقات بين الاشكال والمواد وكيفية التعامل مع هذه المواد ، والسيطرة على الحركات التي تتم بواسطة خطة شعورية إرادية ، والتي قد يصبح بعضها لاشعورياً فيما بعد ويتلخص ذلك فيما يأتي :-

1- انتباه 2- إدراك حسي 3- فهم 4- تعلم

اما البرنامج فيمر بمراحل التعلم الاتية :-
1- المقدمة "Introduction" أو مرحلة تقديم النموذج العقلي :
في هذه المرحلة الابتدائية من التدريب تسود العمليات المعرفية والعقلية ، فينبغي ان تقدم للطالب المعلومات الاساسية عن المهارة وعن ما يفعلونه وكيف يفعلونه ، مع شرح هادف مرتبط بمعرفة نظرية ويقدم الاجرائين في وقت واحد ، أو يتقدم الشرح النظري على العمل .

2- التنمية "Development" أو مرحلة الأداء والتطبيق :-
في مرحلة نمو المهارة تصبح العمليات المعرفية (الادراكية) اقل وينتقل التأكيد الى العمليات الحركية ، وعلى المتدربين ان يبدأوا في التركيز على المحتوى المهاري للعمل أي ممارسة المهارة ككل وما يرتبط بها من خطوات فرعية ، وفي هذه المرحلة تكون للمارسة وظيفتان منفصلتان ولكنهما متصلتان ، الاولى تفيد تثبيت المهارة والاخرى تساعد على تنمية التآزر والايقاع ، وينبغي في كل مرحلة ان يغذى النجاح والخطأ وعلى نحو مباشر .

3- الصقل "Consolidation" أو التثبيت والتدعيم :-
في هذه المرحلة ينبغي صقل وتوحيد ما تم تعلمه ، ويتحقق هذا التثبيت العمل حتى يتعدى مستوى الاتقان أو المحك ، أي السيطرة على الحركات بحيث تصبح تلقائية (اوتوماتيكية) وذلك من خلال الممارسة المستمرة والتكرار للمهارة ككل ، وفي هذه المرحلة قد يضفي المتدرب كفاءة للمنتوج أو جمالاً على الاصل وهو ما نسميه بالابداع.

ويرى آخرون ان التدريب على تأدية المهارة تتضمن اربعة مراحل هي :-
· مرحلة الوعي بالحاجة للعمل أو الاداء .
· مرحلة استحضار المتطلبات المعرفية الاساسية للمهارة .
· مرحلة الاعداد والتخطيط للاداء .
· مرحلة اداء المهارة على وفق الصورة النموذجية .