“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />
طفلين من متلازمة الداون بأحضان أم حنون
أطفالنا·· فلذة أكبادنا
نحترق··
حين نسمع كلمة أو مزحة تمس إعاقتهم من قريب أو بعيد··
تحترق قلوبنا··
حين نرى نظرة شفقة من أحدهم··
نتألم ونرسم البسمة على وجوهنا··
حين نسمع عبارة يُظن بها أن تخفف عنا وما نحن بحاملي أثقالا حتى نتخفف أو ننتظر من يُخفف··
أقوالا وأفعالا تمس أولادنا وما نحن بمسيطرين على أفواههم وعقولهم··
ولكن··
ما السبيل إلى نظرة احترام لهم؟
وما العمل لكي يحترمهم الجميع··؟
بل·· نفرض احترامهم على الجميع··
لن يتم هذا بين غفلة وصحوة··
والأهم أن البداية لابد وحتما أن تبدأ من داخل الأسرة··
فالناس يعرفون ما إذا كنا نززع وردا أو صبارا في شرفتنا··
من تجربتي كأم لطفلين من ذوي الاحتياجات الخاصة··
فقد كانت تؤلمني تعليقات وتجرحني نظرات، وما أرى أطفالي هم الابتلاء بل أجد أن الابتلاء الأشد هم من حولنا··
وعزمت أمرين··
الأمر الأول :
هو أن أضع أطفالي نصب عيني وأتخلى عن أحلامي القديمة وأجعلهم حلمي وحاضري ومستقبلي وهو هدف أي أم··
الأمر الثاني··
أن أقوم بإرساء قواعد يتعامل بها الناس مع أطفالي·· رافضة نظرات شفقة·· أو عبارات مواساة···· أو كلمات تشير أو تمس إعاقتهم·· مُجبرة الجميع على احترامهم
وهذه بعض الأسس التي تعاملت بها مع أطفالي ومع كل من حولي حتى وصلت لمرحلة تقترب من غايتي وهدفي··
ـــ الإيمان والاقتناع الداخلي بهم كما هم·· نعم·· نبذل جهودا لتأهيلهم إنما نضع أحلاما وردية لشخصية أخرى لهم كانت ستكون قبل الإعاقة·· أو ستكون بعد التأهيل··
فتقبلنا لهم بصورتهم التي هم عليها·· واقتناعنا بهم··
يكون له انطباعا خارجيا ينعكس على معاملتنا لهم وبالتالي معاملة من حولنا لهم··
ـــ الحديث عنهم بكل بساطة وفخر وفي معرض الكلام وليس بتكلف أو اعتبارهم ابتلاء عظيما وعبئا·· فهم ليسوا مرضى ننتظر شفاءهم·· فنتلمس دعاءً·· أو مصمصمة شفاه··
حين كان يرى بعضهم ابنتي أول مرة ولا يدركون حالتها أو يدركون ويتحايلون حتى أفسر لهم حالتها··
فيسألونني :
هي سها مش بتروح حضانة ؟؟
فأرد باسمة··
لا سها حبيبتي بتقعد معايا في البيت تساعدني في أعمال المنزل
ـــ عند التعرف على أسرة جديدة·· يكون من الأفضل أن نبادر بدعوتهم حتى يتعرفوا على طفلنا ويرون كيفية معاملتنا له·· ونحدد نحن عمق العلاقات على أساس معاملتهم له··
ومن قواعد احترام الطفل المعاق
أن يستقبل الضيوف مع الأسرة كبقية أفرادها، أو يخرج للخروج مع الأب أو الأم إن كان لا يستطيع استقبالهم، ولا ما نع من الجلوس مع الضيوف لفترة والتحدث معهم··
عند تعرفي على أسرة كان تركيزي كله عند حضورهم حول كيف سيتعاملون مع ابنتي؟
هل سيلقون عليها التحية عند انصرافهم أم لن يهتموا أو يغفلوا ؟
هل سيدعون أطفالهم للعب معها ؟ إن كانت هي المضيفة ؟
كان هناك كثير يتحدد في ضوء الزيارة·
ـــ عدم السماح لأي شخص مهما كانت درجة قرابته للطفل أن يتحدث له بطريقة غير مهذبة أو على أنه طفل لا يعي ولا يدرك، وبالنسبة للأقارب فيمكن قول ذلك لهم صراحة وبجدية بلا شدة··
قد يتعامل من هم في المحيط العائلي بطريقة لائقة نظرا لعوامل كثيرة منها حساسيتهم تجاه إعاقتهم··
أو لأنهم يتعاطفون مع طفلنا ويشعرون تجاهه بعاطفة ما، ولكن علينا ألا نكتفي بمحيط العائلة والمعارف فقط، فقد حدث لي أن ذهبت بابنتي لعيادة علاج طبيعي وكانت في عامها الأول .
وإذا بالممرضة تربت على وجهها مازحة "يا عبيطة".. !!
فما كان مني إلا أن كانت المرة الأخيرة لكن طبعا بعد توضيح السبب، وقدم لي الطبيب اعتذارات والمهم وسط اعتذاراته قال "معلش عموما هي صغيرة وما أخدتش بالها" وقاطعته·· إن لم تفهم هي أنا أفهم لها·· وإن لم تشعر أنا أشعر لها··
وانصرفت رافضة اعتذاره لأن قبوله قد يجعل الأمر يمر بسهولة ويكرره مع طفل آخر إن لم يتكرر معي إنما فقده لمريض أمرا لن ينساه ولن يجعل ما حدث يتكرر مع آخر ى .
ـــ التنبيه دائما على الطفل بعدم فعل الحركات الملازمة له·· لأنها تلفت النظر إليه بشكل كبير وهو يفعلها دون وعي·· لكن مع التنبيه المستمر والملاحظة تقل الحركات بشكل ملحوظ·· لكن هذا قد يستغرق وقتا طويلا وصبرا أطول··
ـــ ظهور الطفل دائما في أحسن مظهر وشراء أحسن الملابس وشراء اللعب له (في حدود إمكانات الأسرة) لأن ظهوره بملابس قيمة وجميلة وملكيته للعب مثل غيره يعطي انطباعا أننا نهتم به ونحترمه ونحبه·
ـــ معاملة الطفل معاملة فائقة في الاحترام وعدم استخدام أي لفظ غير مهذب معه حتى عند معاقبته أو زجره لأنه يردد لفظ يقال له مع أي شخص وفي أي وقت وبالتالي يضعنا في موقف محرج·· ومن ناحية أخرى فقدنا احترام غيرنا له··
ـــ غرس المفاهيم التي تجعل الطفل يشعر بذاته وبآدميته وحتى لا يعتاد دوما على أن هناك من يعاقبه أو يزجره وليشعر بأنه كغيره من البشر ولعلى أسجل هنا دائما اعتراضي على أسلوب التعزيز المادي مع هؤلاء الأطفال، فقد كنت في إحدى الدورات وكان من يلقي المحاضرة يتحدث عن التعزيز الإيجابي، وأثناء الكلام يتحدث عن تعليم الطفل كذا وكذا وعندما يقوم الطفل به نعطيه قطعة من الحلوى أو غيره، وسجلت اعتراضي··
إن أطفالنا ليسوا حيوانات سيرك
كلما قام الحيوان بحركة ألقمه المدرب سمكة أو قطعة سكر فيسعد بها ويقوم بآداء ما تدرب عليه بشكل أفضل حتى ينال المزيد··
التعزيز الإيجابي
لابد وأن يكون عاطفيا فقط، لا بد أن نسمو بحواس أطفالنا، ولابد أن نرتقي بهم وبغرائزهم، وإن كان ولابد أن يفعل الطفل ما تعلمه لكي ينال شيئا فبدلا أن يلهث وراء قطعة حلوى .
فلماذا لا يسعى لنيل كلمة شكر وثناء؟
أو قبلة ولمسة حانية·· فضلا عن أن أسلوب التعزيز المادي الذي يغرس في الطفل نفسه نزعة استغلالية مادية فلكي أفعل شيئا لابد أن تمنحني المقابل·
لعل أساتذتنا في علم النفس لا يروق لهم مثل هذا الكلام لكن
إن لم أعممه على كل طفل فسأخص به أطفالي وبمناسبة غرس مفاهيم بداخل الطفل ليكون أكثر تفاعلا معنا وأكثر، وإن لم يُحسن التعبير فإن المسألة تحتاج وقتا وصبرا وإصرارا·
ابنتي تعاني نشاطا زائدا مما يجعل القائمين على تدريبها في المركز يعاقبونها دائما، وتأتي لتروي لي أنها اليوم عوقبت لأنها فعلت كذا··
فعكفت منذ فترة على غرس مفهوم الكرامة والإحساس وبتُ كل يوم أشرح لها مفهومهما، وأقول لها لابد أن يكون عندك كرامة وإحساس ولا تسمحين لأحد أن يعاقبك أو يشتمك، ولذا وجب ألا تفعل ما يستوجب العقاب، وغيره وكررت على مسامعها هذا الدرس بإسهاب يوميا·· حتى جاءت مشادة الأولى بيننا ··· ونهرتها لسبب يستوجب ذلك، فإذا بها ترد وتبكى بحرقة وتقول (ما تزعقيش لية·· أنا عندي كرامة وإحساس)
فقد نظن أنهم لا يستوعبون ما نقول.
ونظن أنهم لا يشعرون بنا وبمعاناتنا، ولكنهم لم يفقدوا قلبهم ولا إحساسهم، أنهم أطفالنا··
المصدر من هناك .. !!
[CENTER][U][COLOR=#22229c][URL="https://www.m5zn.com/uploads/2019/3/27/photo/032711120349dtz6uxriv1c.jpg"][IMG]https://www.m5zn.com/uploads/2019/3/27/photo/032711120349dtz6uxriv1c.jpg[/IMG][/URL][/COLOR][/U][/CENTER]
[CENTER][URL]https://www.aalhazmi.com/[/URL][/CENTER]