بعض الناس يظنون أن المعلم في نعيم

“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />

بعض الناس يظنون أن المعلم في نعيم
لم تعد للمعلم مهابته كما عرفناه عليها قبل ربع قرن أو يزيد. فقد أصبح المعلم شمعة تحترق لتضيء للآخرين دون أن يعرفوا قدرها وماهيتها في نور الطريق. لقد أصبح المعلم في هذه الأيام على الألسنة اللاسعة التي لا ترى في المعلم إلا رجلاً يذهب في الصباح ليحتسي القهوة والشاي وينظم تلك المسبحة الصفراء مع نكهة الأسعار بما فيها سرب من السيارات الجاثمة في أحد المعارض لبيعها. نعم إنها النظرة الخاطئة التي ينظر بها هؤلاء من ضعاف النفوس للمعلم. كثير من الناس والجمهور خارج أروقة المدارس لا يعلمون كثيراً ما دور المعلم في بناء مجتمع بأكمله، هذا المعلم الفاضل غير ذاك لقد اهترأت أعصابه وبح صوته وهو واقف ينادي: اصمت يا زيد فيقوم عمر. لو أن أحداً من هؤلاء الفضوليين وقف ساعة واحدة لما استطاع إتمامها بأخرى إلا وهو شاكي باكي متعذر ثم تصبح أيامه كلها غائباً. إن فكرة الناس عن المعلم فكرة خاطئة ـ فهل أصبح المعلم مرآة تتناقلها الأيدي لتشويه تلك الصورة أمام الآخرين؟ كل ما يحسد عليه المعلم هو مقدار ما يحصل عليه من أجر شهري مغر والناس لا يعلمون أن هذه الرواتب كلها تذهب في علاج دون فائدة من أن تبرأ الأسقام التي يحملها المعلم وغيره من عامة الناس أهملها فإلى أين نسير بفلذات الأكباد أيها العباد إلى أيدٍ خفية متربصة لتنتهز الفرصة في وضعهم ألغاماً موقوتة أم إلى أيد ماجنة ساقطة تتربص بهم الدوائر لتتركهم منومين مخدرين في عالم المخدرات. لقد ترك كثير من الناس موقف التمحيص والابتكار والنقد من الأشياء ووقفوا منها إما الموقف الإيجابي أو الموقف السلبي وهذان الموقفان من أخطر ما تقف عليه البشرية، إما تقليداً أعمى أو تحيزاً متطرفاً. فعلينا نحن معشر المسلمين أن نقف من الأمور موقف الابتكار والتمحيص والنقد لكي نأخذ الأمور على بصيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.