“1” style=”color:#7A8DBC;background-color:#7A8DBC” />
عبدالجليل الشوامرة
الخلق :
هو هيئة أو صفة راسخة في النفس تصدر عنها الأفعال الارادية الاختيارية من حسنة وسيئة وهي قابلة لتأثير التربية الحسنة والسيئة فيها
· اذا ربيت هذه الهيئة على الفضيلة والمعروف وحب الخير
تنعت الأفعال الجميلة الصادرة عن هذه الهيئة بالأخلاق الحسنة مثل الحلم والأناة ، الصبر والتحمل ، الكرم والشجاعة ، العدل والإحسان…
· إذا ربيت تربية سيئة أصبح القبيح محبوباً لها والجميل مكروهاً عندها .
فتسمى الأفعال والأقوال الذميمة بالأخلاق السيئة كالخيانة والكذب ، الجزع والطمع , الفحش والذاءة .
دعا الإسلام إلى الخلق الحسن وتنميته في النفوس واعتبر إيمان العبد بفضائل نفسه وإسلامه بحسن خلقه .وأثنى الله على نبيه بحسن الخلق فقال : ( وإنك لعلى خلق عظيم )
وأمره بمحاسن الأخلاق فقال : ( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم )
وقد بعث الرسول لإتمام الأخلاق فقال عليه الصلاة والسلام ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) رواه البخاري . وقال : ( ما من شيىء في الميزان أثقل من حسن الخلق )
وقال ( البر حسن الخلق ). وسئل النبي عن أي الأعمال أفضل ؟ فقال : (حسن الخلق )
وسئل عن أكثر ما يدخل الجنة فقال : تقوى الله وحسن الخلق . وقال ( اتق الله حيثما كنت , وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن ) .
حسن الخلق يشمل جميع الفضائل وأعمال الخير وهذه المفردات كثيرة منها :
الحياء , الصلاح , الصدق , قلة الكلام , كثرة العمل , قلة الزلل , قلة الفضول , البر , صلة الرحم , الوقار, الشكر , الرضا , الحلم , الوفاء , العفة , لا يلعن ولا يسب , لا يغتاب , عدم التعجل , لا حقودا , لا حسودا , القناعة , الأمانة , الإيثار , المحافظة على الجار , حسن المعاشرة , التواضع ….
الهوية ( مجموعة العقائد والمبادىء والخصائص التي تجعل أمة ما تشعر بمغايرتها للأمم الأخرى ) .
فالإسلام بعقائده وأركانه وأحكامه القطعية يشكل أساس الهوية الإسلامية وللروافد التاريخية والجغراقية واللغوية والثقافية دور مهم في بناء الهوية .
هناك موقفان متطرفان في مسألة الهوية :
الموقف الأول : يرى أن الهوية معطى ثابت تتوارثه الأجيال دون زيادة أو نقص.
الموقف الثاني : النظر للهوية على أنها نواتج الإبداعات وهو ينكر الثوابت الروحية والأخلاقية والتاريخية التي تنطلق منها الأمة . وأصحاب هذا الموقف يتحسسون من الإعتراف بكون الإسلام يشكل أساس الهوية .
أرخ بعض المفكرين المسلمين لبدايات تأزم الهوية الإسلامية بما فعله عبدالله بن سبأ اليهودي في إيقاع الفتنة بين المسلمين ، وبعضهم يجعل بداية الأزمة عند دخول نابليون مصر بمطبعته ومدفعه.
· إن تهميش الثقافة الإسلامية في كثير من بلاد المسلمين أدى إلى ضعف إحساس الأجيال الجديدة بهويتهم وسهل على القوى الثقافية المعادية اختراق العديد من جوانب ثقافتنا .
· دخول الأمة في مرحلة التراجع الحضاري سوف يعنى الكف عن تجديد الهوية مما يحولها إلى أشياء يتم تلقينها للناس دون أن تعني لهم الكثير.
الأمة الإسلامية تشعر بتأزم هويتها في حالتين :
1. حين تشعر بوجود هوة كبيرة فاصلة بين قيمها وسلوكها
2. حين تقارن الأمة حالها بحال غيرها من الأمم التي سبقتها في الجانب الحضاري
والمسلم لا يشعر بالدونية حين يقارن حال الأسرة لدينا بحال الأسرة في الغرب بل إنه يشعر بالفخر والإعتزاز , ولكن حينما يقارن المسلم أوضاعنا السياسية والصناعية فإنه لا يستطيع أن يفر من الإحساس بالتأزم .
مقترحات لحل أزمة الهوية
أولا : إعادة تنظيم حياتنا الأخلاقية والروحية والعقلية في ضوء المنهج الرباني القويم , ومخالفة العلمانيين الذين يحرصون على تدمير هذا الإطار المرجعي ونقله الى العقل والعرف والمصلحة .
وضمن هذا الإطار :
1. الإهتمام بالمناهج الدراسية في جميع مراحل التدريس واستراتيجيات توصيلها والعمل على إعادة هيبة المعلم
2. الإهتمام بتربية المرأة وتعليمها وإدارة المنزل وتدبير شؤونه وتنشئة الأولاد بالإضافة الى المساهمة في تخفيف المشكلات الإقتصادية
3. الرفق في الإصلاح والحكمة والموعظة الحسنة
4. إنشاء مؤسسات تخصص جهودها لنشر الفضيلة والأخلاق الإسلامية
ثانيا : تحقيق درجة من الندية للأمم الأخرى في مجالات الإنتاج الحضاري كافة مثل التصنيع والإختراع والإكتشاف والتدريب , وليس استهلاك منتجات الغرب والآخرين العلمية والمادية .
1. الهروب من آداء الواجب
2. الإنحطاط الخلقي والفراغ الروحي
3. الحرص الشديد على المال والجشع والطمع ونهب المال العام
4. الوسيلة عوضا عن المبدأ – الغاية تبرر الوسيلة –
5. القوة أولا _ قانون الغاب _
6. الشعور بالهزيمة ..
7. عدم إحترام العمل والتقصير في واجباته ..
8. الركون وعدم المبادأة .
أسباب الأزمة الأخلاقية
1. الإطار المرجعي للأخلاق :
المصدر الذي نستمد منه الحكم على صفة أو قيمة بأنها حسنة أو قبيحة والجهة التي تتولى الإثابة أو العقوبة عليها . في العالم الغربي معظم الفلاسفة قالوا أن واضع القيم والأخلاق هو الإنسان أو المجتمع أو العقل البشري , وهذا يعني أن القيم والأخلاق هي أسيرة أهواء البشر مما يسهل الخروج عليها وتجاوزها وتطويرها .
يقول ( فوكومايا ) ((لقد غدا الأمريكيون مشغولون بصحة أبدانهم , يأكلون ويشربون , والرياضة التي يمارسونها , وفي أي شكل يبدون أكثر من إنشغالهم بالمسائل الأخلاقية التي كانت تقض مضاجع أجدادهم ))
هكذا نجد أن إبعاد الأخلاق والسلوك عن الدين حرمها من الإطار المرجعي الثابت ومن المعايير الموضوعية .
وأصبحت الأخلاق تقوم على المكاسب المادية وتبادل المنافع وليس على الحب والتقدير والوفاء والتناغم الخلقي والروحي .
2. عدوان بعض أبناء العالم الإسلامي على المنظومة الخلقية :
هؤلاء المفتتنون بالغرب جعلوا أولوياتهم تفكيك المنظومة الخلقية السائدة بين المسلمين باعتبارها عائقا أمام التقدم من وجهة نظرهم .
وحاولوا تصوير الأخلاق الإسلامية بأنها تقليدية وبالية ومنحطة وجامدة وتحث على الكسل والتعصب وتدعم العشائرية المدمرة للفردية , وتقتل العقلانية والإبداع الموضوعية .
3. سوء الأحوال المعيشية والفقر والجهل والمرض والبطالة والإستبداد وسوء النظام الإداري والإحباط وانسداد الآفاق .
هذا كله لا يشكل الوسط الصالح للإستقامة الخلقية ولا لوضوح المثل العليا في أذهان الناس.
4. كثير من المسلمين يعيش بدون أهداف سامية ودون شعور بالمثل والأخلاق الإسلامية , وأصبحت الأهداف فقط رفع مستوى المعيشة والتقدم الإقتصادي .
5. ضعف إحساس السواد الأعظم من المسلمين بالواجب اتجاه الغير والإنطواء على الذات أو الأسرة أو القبيلة .
6. الإستهلاك الترفي عند بعض المسلمين الميسورين وحب الإكتناز وشراء العقارات والقصور والسيارات الفارهة الفاخرة .
7. الحروب المحلية المستعرة بين أبناء البلد الواحد في أكثر من مكان من العالم الإسلامي .
8. تغير مفاهيم كثير من الناس للأخلاق .
1. السير على هدي القرآن الكريم والتمسك بالسنة النبوية الشريفة :
القرآن الكريم هو دستورنا والنبي هو النموذج الذي على المسلمين أن يحاولوا تقليده في جميع شؤون حياته والتمسك بالسنة يعني أن يحيا المسلم دائما في حالة من الوعي الداخلي وضبط النفس
2. الشفافية الاخلاقية ورهافة الحس , والدقة في التصرف والإنضباط الذاتي
3. بث خلق التسامح :
قال عمرو بن معد يكرب :
لعمرك ما ضاقت بلاد باهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
وقال أحدهم :
لا خيل عندك تهديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال
4. اكتساب عادات جديدة والتخلص من العادات السيئة
إن تغيير الإنسان لبعض عاداته دليل على أنه قادر على الإرتقاء بمستوى سلوكه , والعادات كالحبال الفولاذية نجدل فيها كل يوم سلكا وسرعان ما نعجز عن قطعها . ومن العادات السيئة التي ينبغي الخلص منها : التدخين , النوم الكثير , الإفراط في تناول الطعام , المنبهات , زيادة الفضول , حب تتبع أخبار الآخرين , الفوضى في التعامل مع الأشياء .
5. الإمتناع عن المحرمات والإستقامة والإلتزام بآداب الشريعة , والملتزم بهذه الآداب يربح مرتين : رضوان الله تعالى أولا , وصلاح وضعيته العامة ثانيا .